الإشبيلى الذى غادر الأندلس ولحق ببلاط الخليفة المعز الفاطمى فى
المهدية بسبب اتهامه بالكفر والزندقة.
وكان الخليفة نفسه أديبًا يهوى الشعر وينظمه ويدنى إليه العلماء
والأدباء.
وظهر فى عهد الناصر أعلام المؤرخين الذين وضعوا أسس الرواية
التاريخية الأندلسية، وفى مقدمتهم أحمد بن محمد بن موسى الرازى،
ومعاصره أبو بكر محمد بن عمر المعروف بابن القوطية وأحمد بن
موسى العروى ..
واستمرت النهضة الفكرية وازدادت قوة فى عهد الخليفة الحكم
المستنصر، وكان نفسه أديبًا عالمًا، ولذلك أقام جامعة قرطبة،
وحشد لها الأساتذة، وأنشأ المكتبة الأموية الكبرى، وبذل جهودًا
خارقة وأموالاً عظيمة حتى يجمع لها آلاف الكتب فى مختلف العلوم
والفنون، وظهرت أيضًا المكتبات العامة والخاصة، واحتشد حول بلاط
الحكم مجموعة من أكابر العلماء منهم «أبو على القالى»، والأديب
المؤرخ «محمد بن يوسف الحجارى»، والفيلسوف «ربيع بن زيد» ..
الخ.
ومن شعراء بلاط الحكم المعدودين: طاهر بن محمد البغدادى، ويحيى
بن هذيل، ويوسف بن هارون الرمادى القرطبى، الهجَّاء المعروف
بأبى جنيش.
وممن نبغ فى هذه الفترة: أعظم علماء اللغة فى الأندلس «أبو بكر
محمد بن الحسن الزبيدى» النحوى الإشبيلى.
أما المستنصر نفسه فلم يكن متمكنًا فى علم الأنساب وفى العلوم
الشرعية فحسب وإنما كان أديبًا شاعرًا ينظم الشعر الجيد.
أما المنصور بن أبى عامر فقد كان بحكم نشأته عالمًا متمكنًا فى
علوم الشريعة والأدب، وكان محبا لمجالس العلماء والأدباء، وبلغ به
الأمر أن يصطحب معه طائفة من الشعراء والأدباء فى غزواته، وكان
أبو العلاء صاعد بن حسن البغدادى شاعره الأثير، وكان ذلك الرجل
فوق شاعريته متمكنًا فى اللغة والأدب والتاريخ، وهو الذى أجازه
المنصور بخمسة آلاف دينار على كتاب ألفه فى التاريخ والأدب وأمر
بقراءة كتابه فى مسجد الزاهرة.
ومن أعظم شعراء الأندلس فى عهد المنصور «أبو عمر أحمد بن محمد