عظمى، امتلكت جيشًا قويا ومنظمًا اجتاح به الشرق، ثم حدث نزاع
بين «تيمورلنك» و «بايزيد» بسبب لجوء «أحمد بن أويس» الذى فر
من «بغداد» أمام «تيمورلنك» إلى «بايزيد»، واحتمائه به.
اتخذ «تيمورلنك» من هذا الحادث ذريعة للتحرك ضد العثمانيين،
وبخاصة بعد رفض «بايزيد» طلب «تيمورلنك» تسليمه «أحمد بن
أويس» فقام بحملته الأولى على «الأناضول» سنة (٨٠٣هـ=١٤٠٠م)،
ووصل إلى «سيواس» فدخلها وخربها وسفك دماء أهلها بعد أن
صمد العثمانيون على قلتهم أمام جيوش «تيمورلنك» الجرارة، وأبلوا
بلاءً حسنًا، ثم انسحب «تيمورلنك» من «الأناضول» إلى «القوقاز»
بعد أن استولى على «ملاطية» من العثمانيين.
كان «تيمورلنك» يأمل أن يعترف «بايزيد» بتبعيته له مثل سلاطين
المماليك و «الهند» غير أن هذا الأمل لم يتحقق؛ إذ رد عليه «بايزيد»
ردا فيه تحقير، وحاول «تيمورلنك» إقناع أمرائه بشن حرب حاسمة
ضد العثمانيين، وكان رأى أمراء «تيمور» وأولاده أنه لايليق بهم
محاربة الدولة العثمانية، وهى دولة سنية حنفية المذهب مثلهم،
وتجمعهم اللغة التركية، كما أنها تعد حاملة لراية الجهاد الإسلامى،
لكن «تيمورلنك» نجح فى إقناع المخالفين له فى الرأى باحتمال أن
يقوم «بايزيد» بضرب الجيش التيمورى من الخلف أثناء حملته على
«الصين».
دخل «تيمورلنك» إلى «الأناضول» مرة أخرى سنة (٨٠٥هـ = ١٤٠٢م)
على رأس جيش ضخم بلغ عدده نحو (٣٠٠) ألف جندى، وفى مقدمته
(٣٢) فيلا مدرعًا، وسار به حتى وصل إلى «أنقرة» وهناك التقى
بالجيش العثمانى فى (٢٧ من ذى الحجة ٨٠٤هـ = ٢٨ من يوليو
١٤٠٢م) واستمر اللقاء حتى غروب الشمس، وكان النصر فيه حليف
«تيمورلنك» وأسر فى المعركة السلطان «بايزيد» بعد أن أبلى
جنوده بلاءً حسنًا، وكبَّدوا «تيمورلنك» خسائر فادحة لم يسبق له أن
تكبَّدها، حيث قتل له فى المعركة نحو (٤٠٠٠٠) جندى.
لقد كانت معركة «أنقرة» من أكبر المعارك الميدانية التى حدثت خلال