العصور الوسطى، وتعد من أكبر الكوارث فى التاريخ التركى، حيث
أخرت نمو العثمانيين وفتوحاتهم نصف قرن، وأطالت عمر الدولة
البيزنطية المدة نفسها، وعطَّلت وحدة «الأناضول» سبعين سنة.
عاش السلطان «بايزيد» فى أسر «تيمورلنك» سبعة أشهر واثنى
عشر يومًا، ومات فى «آق شهر» قرب «قونية» سنة (٨٠٦هـ =
١٤٠٣م) وأرسل جثمانه إلى «بورصة» ثم أطلق «تيمور» عقب وفاة
«بايزيد» سراح ابنيه اللذين أسرا معه.
العثمانيون يعيدون تكوين دولتهم:
عاش العثمانيون عقب معركة «أنقرة» فترة أطلق عليها المؤرخون
عهد الفتنة أو دور الفوضى، وكانت مدتها عشر سنوات، وأحد عشر
شهرًا وثمانية أيام، وهى فترة الصراع بين أبناء «بايزيد» على
العرش العثمانى، حتى نجح أحدهم وهو «محمد بن بايزيد» الملقب
بمحمد ُلبى فى تولى السلطنة والقضاء على الفوضى والفتن، والبدء
فى إعادة البناء وتعمير الدولة وتنظيم أمورها، حتى عده المؤرخون
المؤسس الثانى للدولة العثمانية.
وتوفى «محمد الأول» سنة (٨٢٤هـ=١٤١٢م) عن (٣٩) عامًا فى مدينة
«أدرنة».
السلطان مراد الثانى:
تولى «مراد بن محمد» عرش السلطنة وعمره (١٧) سنة، وبدأ عهده
بعقد هدنة مع ملك «المجر» لمدة خمس سنوات حتى يتفرغ للأناضول،
وبعقد صلح مع أمير «قرمان»، ثم اتجه «مراد» إلى محاصرة مدينة
«القسطنطينية» سنة (٨٢٥هـ = ١٤٢٢م)، ودام الحصار (٦٤) يومًا،
وكان بحريا وبريا، بجيش قوامه ثلاثون ألف جندى، وكان احتمال
سقوط العاصمة البيزنطية كبيرًا، بعد أن أحدثت القوات العثمانية
أضرارًا بالغة بسور المدينة، غير أن السلطان «مراد» اضطر إلى رفع
الحصار بعد أن جاءته أنباء حدوث فتنة فى «الأناضول» وعقد الصلح
مع «بيزنطة» مقابل أن تدفع جزية كبيرة سنوية.
ثم اتجه «مراد الثانى» إلى تأديب إمارات «الأناضول» التى تمردت
عليه أثناء انشغاله بمحاربة «بيزنطة» فقضى بصورة نهائية على
إمارات «منتشة» و «أيدين»، و «تسكا» وقلَّص حدود إمارة «جاندار».