للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى سنة (٨٢٩ هـ = ١٤٢٦م) اجتاز السلطان «مراد الثانى» على رأس

جيشه «نهر الدانوب» والتقى مع الجيش المجرى، وانتصر عليه، وعقد

مع ملك «المجر» معاهدة تنازل بمقتضاها عن أملاكه فى الضفة

اليمنى لنهر الدانوب، الذى أصبح فاصلا بين أملاك الدولة العثمانية

و «المجر»، ثم فتح «مراد» «سلانيك»، و «يانيا» ونجح فى إلغاء

إمارة «الصرب» تمامًا وأطلق عليها لواء «سمندرة» كما خضعت

«ألبانيا» للدولة العثمانية بعد حروب يسيرة، وعقدت «البندقية»

صلحًا معها.

وفى عهد «مراد الثانى» توترت العلاقات بين المماليك والعثمانيين

بسبب إمارتى «قرامان» و «دلقادر» غير أنه لم يهتم بهذا الأمر بسبب

إعلان البابا «أوجينيوس الرابع» سنة (٨٤٣هـ=١٤٣٩م) عن حملة صليبية

ضد الدولة العثمانية بقيادة القائد المجرى «هونيادى» الذى اتخذ من

إخراج العثمانيين من «البلقان» هدفًا لحياته.

وقد تمكن هذا القائد المجرى من هزيمة عدة جيوش عثمانية، مما

اضطر السلطان إلى محاربته بنفسه، ثم عقد صلحًا مع «المجر» سنة

(٨٤٨هـ = ١٤٤٤م)، أعيد بمقتضاه تأسيس إمارة «الصرب» على أن

تكون تابعة للدولة العثمانية، ومنطقة عازلة بينها وبين «المجر».

ولما شعر السلطان «مراد الثانى» بالتعب تخلى عن عرشه لابنه

«محمد الثانى» الذى عرف فيما بعد بمحمد الفاتح، وكان عمره آنذاك

(٢١) عامًا، فشكل الأوربيون على الفور حملة عسكرية على الدولة

العثمانية، وشاركت فيها قوات من «المجر» و «قولونية» و «ألمانيا»،

و «فرنسا» و «البندقية» و «بيزنطة» و «بيرجوذريا» وكانت تلك الحملة

بقيادة «هونيادى»، واختير الملك المجرى «لاديسلاس» قائدًا شرفيا

للحملة، وقد نهبت هذه الحملة وهى فى طريقها كل شىء، حتى

الكنائس الأرثوذكسية لم تسلم من أيديهم.

وإزاء هذه التطورات اجتمع مجلس شورى السلطنة العثمانية، وطلب

عودة «مراد الثانى» إلى الحكم مرة أخرى، فعاد وبدأ فى إعداد

جيشه للقاء تلك الحملة الصليبية، فتحرك على رأس جيشه الضخم الذى

<<  <  ج: ص:  >  >>