للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلغ أربعين ألف جندى، والتقى مع تلك الحملة فى «فارنا» وهى

مدينة بلغارية تقع على شاطئ «البحر الأسود»، ودارت بينهما معركة

هائلة عرفت باسم «معركة فارنا» فى (٢٨ من رجب ٨٤٨ هـ = ١٠ من

نوفمبر ١٤٤٤م)، وفيها حقق العثمانيون نصرًا غاليًا، وقتل الملك

«لاديسلاس»، وهرب «هونيادى» من المعركة، وبهذا النصر أيقن

الأوربيون صعوبة طرد العثمانيين من منطقة «البلقان».

وقد فرح العالم الإسلامى بهذا النصر فرحًا شديدًا حتى إن السلطان

«جقمق» المملوكى أمر أن يذكر اسم السلطان «مراد الثانى» مجاملة

بعد اسم الخليفة العباسى فى «القاهرة».

لم تستسلم «أوربا» لهذه الهزيمة فجهزت حملة صليبية أخرى ضمت

نحو مائة ألف جندى بقيادة «هونيادى» والتقت بالعثمانيين بقيادة

السلطان «مراد الثانى» فى صحراء «قوصوه» فى (١٨ من شعبان

٨٥٢هـ=١٧ من أكتوبر ١٤٤٨م)، وانتصر العثمانيون فى هذا اليوم

انتصارًا عظيمًا.

السلطان محمد الفاتح:

ولد السلطان «محمد» فى (٢٧ من رجب ٨٣٥هـ = ٣٠ من مارس ١٤٣٢م)

وتولى عرش السلطنة بعد وفاة أبيه فى (٥ من المحرم ٨٥٥هـ = ٧ من

فبراير ١٤٥١م) بعد أن بايعه أهل الحل والعقد فى الدولة العثمانية.

إعداد محمد الفاتح:

خضع السلطان «محمد» - شأنه فى ذلك شأن كل أمير عثمانى -

لنظام تربوى صارم تحت إشراف مجموعة من علماء عصره المعروفين.

وهو ما يزال غضا، فتعلم القرآن الكريم والحديث والفقه والعلوم

العصرية - آنذاك - من رياضيات وفلك وتاريخ ودراسات عسكرية

نظرية وتطبيقية، كما كان السلطان «محمد» يشترك فى الحروب التى

كان يشنها والده السلطان «مراد الثانى» ضد «أوربا» أو التى كان

يصد فيها اعتداءاتهم.

وكعادة «آل عثمان» فى إسناد إدارة ولاية لكل أمير وهو صغير

حتى يؤهل لقيادة الدولة بعد ذلك، قضى «محمد» فترة إمارته فى

«مغنيسيا» تحت إشراف مجموعة من أساطين علماء العصر، وفى

مقدمتهم: الشيخ «آق شمس الدين» والملا «الكورانى».

<<  <  ج: ص:  >  >>