مجىء «ايزودور» لم يحقق أدنى نتيجة فى مسألة اتحاد الكنيستين.
الحصار والفتح:
حاصر العثمانيون «القسطنطينية» برا وبحرًا فى سنة (٨٥٧هـ =
١٤٥٣م) واشترك فى الحصار من الجنود البحرية (٢٠٠٠٠) جندى على
(٤٠٠) سفينة، أما القوات البرية فكانت (٨٠٠٠٠) جندى، والمدفعية
(٢٠٠) مدفع.
وقفت القوات البحرية العثمانية بقيادة «بلطة أوغلو سليمان بك» على
مدخل «الخليج الذهبى» وكان عليه تدمير الأسطول البيزنطى المكلف
بحماية مدخل الخليج وكان البيزنطيون قد أغلقوا - قبل الحصار -
الخليج بسلسلة حديدية طويلة يصعب من جرائها دخول أى سفينة إلى
الخليج، مما شكل أكبر معضلة أمام العثمانيين، لأن سفنهم كان
عليها أن تحمل الجنود وتدخل الخليج لإنزالهم لكى يضربوا
«القسطنطينية».
ثم جاءت ثلاث سفن جنوية، وسفينة بيزنطية بقيادة القائد الشهير
«جوستنيانى» أرسلها البابا للدفاع عن «القسطنطينية» ولنقل
الإمدادات إليها، جاءت هذه السفن ولم تستطع البحرية العثمانية
منعها، فبعد معركة عنيفة مع البحرية العثمانية تغلب «جوستنيانى»
ومضى بسفنه إلى الخليج، ففتح لها أهل «القسطنطينية» السلسلة
الحديدية وأدخلوها، وكانت هذه الحادثة دافعًا لكى يفكر السلطان
«محمد» فى خطة عسكرية شهد لها القواد العسكريون بالبراعة.
كانت هذه الخطة تقضى بنقل (٦٧) سفينة من السفن الخفيفة عبر البر
من منطقة «غلطة» إلى داخل الخليج لتفادى السلسلة، وتمت هذه
العملية بوضع أخشاب مطلية بالزيوت على طول المنطقة المذكورة، ثم
دفعت السفن لتنزلق على هذه الأخشاب فى جنح الظلام، بعد أن
استطاعت المدفعية العثمانية بإطلاقها مدافع الهاون أن تشد انتباه
البيزنطيين إليها، ومن ثم لم يلتفت أحد لعملية نقل السفن إلى الخليج.
نقلت السفن وأنزلت إلى الخليج ووضعت الواحدة تلو الأخرى على
شكل جسر على عرض الخليج، حتى استطاع الجنود الانتقال عليها
وصولا إلى بر «القسطنطينية» وما إن جاء الصباح إلا وتملكت الدهشة