السلطان «محمد» هو الذى وضع بنفسه تخطيط هذه القلعة، ونفذها
المعمارى «مصلح الدين آغا» ومعه (٧٠٠٠) عامل أنهوا مهمتهم فى
أربعة أشهر كاملة.
وبعد أن تم البناء خرج بعض الجنود العثمانيين لرؤية «القسطنطينية»
فما لبث أن وقع بينهم وبين البيزنطيين المجاورين لأسوار المدينة
بعض حوادث شغب، كان لها رد فعل عند السلطان «محمد» فأصدر
أوامره بإبعاد البيزنطيين المجاورين للأسوار والقرويين المجاورين
للمدينة، فقام إمبراطور «بيزنطة» «قسطنطين دركازيز» بإخلاء
القرى المجاورة، وسحب سكانها إلى داخل المدينة، ثم أمر
الإمبراطور بإغلاق أبواب «القسطنطينية» وإحكام رتاجها.
وبينما الاستعدادات العثمانية تجرى على قدم وساق فى «أدرنة»
لفتح «القسطنطينية» كان الوضع فى المدينة غاية فى الاضطراب،
فقد طلب الإمبراطور «قسطنطين» معونة عاجلة من البابا «نيقولا
الخامس» فاستجاب البابا وأرسل الكاردينال «ايزودور»
إلى «القسطنطينية» فتوجه هذا الكاردينال وهو كاثوليكى - إلى
«كنيسة آياصوفيا» وأقام فيها المراسم الكنسية على الأصول
الكاثوليكية مخالفًا بذلك بل ومتحديًا مشاعر شعب «القسطنطينية»
الأرثوذكسى.
وقف الشعب ينظر إلى الكاردينال المنقذ باشمئزاز بالغ، وكان
إمبراطور «القسطنطينية» يميل إلى فكرة اتحاد الكنيستين
الأرثوذكسية والكاثوليكية، أما رئيس الحكومة «لوكاس نوتاراس»
و «جناديوس» (الذى صار بطريقًا بعد الفتح) فقد عارضا بشدة هذا
الاتحاد خوفًا على الأرثوذكسية من الفناء، وقال «نوتاراس» قولته
الشهيرة: «إنى أفضل رؤية العمامة التركية فى القسطنطينية على
رؤية القبعة اللاتينية» ولم يكن البيزنطيون قد نسوا الأعمال الوحشية
التى قام بها «اللاتين» عندما احتلوا «القسطنطينية» عام (٦٠١هـ =
١٢٠٤م) ومع ذلك فإن الكنيسة اللاتينية لم تتوانَ عن إرسال موجات
المتطوعين إلى «القسطنطينية» بناء على طلب إمبراطورها، لكن