ونكتفى هنا بذكر حروبه البرية على الجبهة الأوربية. ففى عام
(٨٥٧هـ=١٤٥٣م) فتح «القسطنطينية»، وفى عام (٨٦٣هـ= ١٤٥٩م) فتح
«بلاد الصرب»، وفى عام (٥٦٨هـ = ٠٦٤١م) فتح «بلاد المورة»، وفى
عام (٨٦٦هـ = ١٤٦٢م) ضم «بلاد الأفلاق»، وبين عامى (٨٦٧ - ٨٨٤هـ =
١٤٦٢ - ١٤٧٩م) فتح بلاد «ألبانيا»، وبين عامى (٨٦٧ - ٨٧٠هـ =
١٤٦٢ - ١٤٦٥م) فتح بلاد «البوسنة والهرسك»، وفى عام (٨٨١هـ =
١٤٧٦م) وقعت حرب «المجر».
ومنذ حرب بلاد «المجر» وحتى وفاة الفاتح عام (٨٨٦هـ = ١٤٨١م)
دخلت الدولة العثمانية فى حروب بحرية كثيرة منها: ضم الجزر
اليونانية عام (٨٨٤هـ = ١٤٧٩م) وضم «أوترانتو» عام (٨٨٥هـ=١٤٨٠م)
ومعلوم أنه كان قد أعد بالفعل جيوشه وتحرك على رأسها لمحاربة
المماليك إلا أن الموت عاجله.
فتح القسطنطينية:
رأى السلطان «محمدالفاتح» أن فتح «القسطنطينية» كما أنه يحقق
أملا عقائديا عنده فإنه أيضًا يسهل للدولة العثمانية فتوحاتها فى
منطقة «البلقان» ويجعل بلاده متصلة لايتخللها عدو، وكانت
«القسطنطينية» تمثل الأرض التى تعترض طريق الفتوحات فى
«أوربا»، فبدأ فى عاصمته «أدرنة» الاستعداد لعملية فتح
«القسطنطينية»، ومن ذلك: صب المدافع خاصة الضخم منها،
والاستعداد لنقل هذه المدافع إلى أسوار مدينة «القسطنطينية».
ثم رأى السلطان «محمد» أن جده «بايزيد الصاعقة» كان قد بنى -
أثناء محاولته فتح «القسطنطينية» - قلعة على الضفة الآسيوية من
«البوسفور» سماها «أناضولو حصارى» أى «قلعة الأناضول».كانت
تقوم على أضيق نقطة من «مضيق البوسفور»، فقرر «محمد» أن
يبنى فى مواجهة هذه القلعة على الجانب الأوربى من «البوسفور»
قلعة سماها «روملى حصارى» أى «قلعة منطقة الروم» (يطلق
الأتراك على الجانب الأوربى من تركيا والمنطقة الملاصقة له
والمعروفة الآن باسم «البلقان» اسم «روم إيلى» أى منطقة الروم)،
وكان القصد من هذا هو التحكم فى «البوسفور» تمامًا، وكان