للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان السبب فى ذلك انشغال الدولة العثمانية بتحركات الشاه

«إسماعيل الصفوى»، الذى جعل «إيران» دولة شيعية، وكوَّن جيشًا

قويا، ووسع حدوده، وتفوق على المماليك عسكريا واقتصاديا،

وعمل على التوسع على حساب الدولة العثمانية، والتحالف مع

«أوربا» ضد العثمانيين، وحاول التحالف مع «مصر» ضد الدولة

العثمانية، لكن المماليك فى «مصر» رفضوا ذلك.

حدثت مناوشات بين الشاه «إسماعيل الصفوى» وبين «سليم ابن

السلطان بايزيد» والى «طرابزون»، كان النصر فيها حليف «سليم بن

بايزيد»، فأثار ذلك حفيظة الشاه، فاشتكى إلى السلطان «بايزيد»

من ابنه، فأمر بإعادة الأراضى التى استولى عليها إلى الصفويين.

وقد أدَّى هذا التصرف إلى استياء «سليم بن بايزيد» من والده،

وشكه فى مقدرة والده على التصدى للدولة الصفوية، فقام بانقلاب

على والده، بمساعدة الجنود الإنكشارية، التى سارت بالأمير «سليم»

إلى «إستانبول»، وطلبوا من السلطان «بايزيد» التنازل عن عرش

السلطنة لابنه «سليم»، فقبل واستقال فى يوم (٨ من صفر سنة ٩١٨

هـ= ٢٥ من أبريل سنة ١٥١٢م).

نظام الحكم:

كانت سلطة اتخاذ القرار فى الفترة الأولى من تاريخ الدولة العثمانية

تتمثل فى الديوان الهمايونى فى العاصمة، وفى الديوان فى

الولايات.

والديوان الهمايونى ( Divan imeperiel) اسم أطلق على الديوان

الذى يجتمع برئاسة السلطان، لينظر فى أمور الدولة ذات الأهمية الأولى،

وهو امتداد حضارى لهذه المؤسسة منذ عهد السلاجقة ثم الإيلخانيين

والدول التركية الأخرى، ومثله فى ذلك مثل الديوان العالى عند السلاجقة

والديوان الكبير عند الإيلخانيين والديوان السلطانى عند المماليك.

كانت مهمة الديوان الهمايونى دراسة أمور الدولة السياسية والإدارية

والعسكرية والعرفية والشرعية والعدلية والمالية، كما كانت مهمته

النظر فى الشكاوى والقضايا، واتخاذ القرار بشأنها، وكان الديوان

<<  <  ج: ص:  >  >>