للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكبرى التى استولى عليها، بناءً على شكوى من الشاه

«إسماعيل»، ولم يلقَ هذا التصرف قبولاً لدى الجيش أو الشعب، ثم

تطورت الأمور، وأجبر الجيش السلطان «بايزيد الثانى» على التخلى

عن العرش لابنه «سليم الأول».

ولما تولَّى «سليم الأول» الحكم سنة (٩١٨هـ= ١٥١٢م)، جاءته الرسل

من كل الأنحاء لتهنئته، ولم يحضر أحد من «إيران» الصفوية، فزاد

ذلك من شقة الخلاف بين الدولتين، وتطور الأمر بينهما إلى الاحتكام

إلى السيف، فالتقى العثمانيون مع الصفويين فى (٢ من رجب ٩٢٠هـ=

٢٣ من أغسطس سنة ١٥١٤م) فى معركة «جالديران»، فانتصر

«سليم»، وهزم الشاه «إسماعيل»، الذى هرب ناجيًا بحياته، وترك

زوجته فى الميدان، ودخل «سليم» العاصمة الإيرانية «تبريز».

وفى طريق العودة ضم «سليم» إلى دولته أراضى «ذى القادر»؛ لأن

حاكمها «علاء الدين»، التابع لدولة المماليك رفض مساعدة «سليم»

عندما كان فى طريقه لمحاربة الصفويين، مما وتّر العلاقة بين

العثمانيين ودولة المماليك، وقام بينهما عداء سافر، ساعد فيه

الاتفاق بين دولة المماليك فى «مصر» و «الشام» وبين الصفويين ضد

العثمانيين، وزاد الأمر تعقيدًا عثور العثمانيين على خطاب يؤكد

العلاقة الخفية بين المماليك والصفويين، وهذا الخطاب محفوظ الآن

فى أرشيف متحف «طوب قابو» فى «إستانبول».

علاقة السلطان سليم بالمماليك:

برزت أمام السلطان «سليم الأول» عدة أسباب استراتيجية، جعلت

الصدام مع المماليك أمرًا ضروريا، فأى اتفاق بين المماليك و «أوربا»

سيفتح الباب أمام حملة صليبية جديدة، ويضع الدولة العثمانية فى

مأزق، كما أن البرتغاليين بعد معركة «ديو» سنة (٩١٥هـ= ١٥٠٩م)

أصبحوا هم أصحاب السيادة على المياه الإسلامية الجنوبية، حتى

إنهم أعلنوا عن عزمهم على قصف «مكة» و «المدينة»، وفى الوقت

نفسه كانت حالة دولة المماليك الاقتصادية والسياسية والعسكرية

سيئة، لا تسمح لهم بحماية المقدسات الإسلامية.

<<  <  ج: ص:  >  >>