الدولة العثمانية، وأن الخلافة انتقلت إلى «بنى عثمان» بقرار هذا
المجلس.
اتسعت رقعة الدولة العثمانية فى عهد «سليم الأول» بعد أن ضمَّ إليها
«مصر» و «الشام» و «الجزيرة العربية»، وبعد عودته إلى العاصمة
«إستانبول» وجد فتنة شيعية قد اشتعلت فى منطقة «طوقاد»
الأناضولية سنة (٩٢٥هـ= ١٥١٩م)، فأرسل إليها أحد قواده فنجح فى
إخمادها والقضاء عليها، وأعاد السكون إلى تلك المنطقة.
وفى سنة (٩٢٦هـ= ١٥٢٠م) تُوفِّى «سليم الأول» من جرّاء خراج صغير
فى ظهره.
السلطان سليمان القانونى:
تولى السلطان «سليمان القانونى» عرش الدولة العثمانية بعد موت
والده السلطان «سليم الأول» عام (٩٢٦هـ= ١٥٢٠م) وحكم الدولة
العثمانية مدة ست وأربعين سنة وهى أطول مدة حكم فيها سلطان
عثمانى.
كان عهد «القانونى» قمة العهود العثمانية سواء فى الحركة
الجهادية أم فى الناحية المعمارية أو العلمية أو الأدبية أو العسكرية،
وكان هذا السلطان يؤثر فى السياسة الأوربية تأثيرًا عظيمًا؛ حيث
كانت الدولة العثمانية هى القوة العظمى دوليا فى زمنه، ونعمت
بالرخاء والطمأنينة.
بداية عهد القانونى:
ابتلى «سليمان» فى السنوات الأولى من عهده بأربعة تمردات شغلته
عن حركة الجهاد؛ إذ إن موت «سليم الأول» ثم جلوس ابنه على العرش
وهو صغير السن أتاحا الفرصة لكى يظن الولاة الطموحون إلى
الاستقلال أنهم قادرون على ذلك. فلما وصل خبر تولية «سليمان»
العرش، إلى «الشام» وكان «جان بردى الغزالى» واليًا عليها من قبل
الدولة العثمانية، تمرد وأشهر العصيان على الدولة.
و «جان بردى الغزالى» هذا، قائد مملوكى، تعاون مع «سليم الأول»
فى حربه ضد المماليك وكان أميرًا طموحًا وأودى به طموحه إلى أن
ينقلب على المماليك ويتعاون مع «سليم»، فلما تولى «سليمان»
أرسل «الغزالى» من «الشام» رسالة إلى «خاير بك» النائب العثمانى
على مصر أوضح فيها الأول للثانى أن الوقت قد حان لإعادة الدولة