للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و «الريدانية» إلى وقوع «مصر» و «الشام» و «الحجاز» و «اليمن» تحت

حكم الدولة العثمانية.

ويعود انتصار العثمانيين على المماليك إلى مجموعة من الأسباب،

منها:

- تفوق العثمانيين التكنولوجى، فسلاح المدفعية المملوكى كان

يعتمد على مدافع ضخمة ثابتة لا تتحرك، على حين اعتمد سلاح

المدفعية العثمانى على مدافع خفيفة يمكن تحريكها فى كل

الاتجاهات.

- سلامة الخطط العسكرية العثمانية ومرونتها، من ذلك استدارة القوات

العثمانية من خلف مدافع المماليك الثقيلة الحركة، ودخولها «القاهرة»

عن طريق المقطم، مما شل دور المدفعية المملوكية، وأحدث اضطرابًا

فى صفوف الجيش المملوكى؛ لتدافعهم بلا انتظام خلف العثمانيين.

- ارتفاع معنويات الجيش العثمانى.

ودخل «سليم الأول» «القاهرة»، ونودى به سلطانًا وخليفة للمسلمين،

وخادمًا للحرمين الشريفين، بعد أن تسلّم مفاتيح «مكة» و «المدينة»،

وكان «سليم» كريمًا مع ابن أمير «مكة» «الشريف بركات»، الذى

جاء يعلن خضوع «الحجاز» للدولة العثمانية، وفى «مصر» أعاد

«سليم» تنظيم البلاد، وأصدر قانون «نامه مصر» لهذا الغرض.

مسألة انتقال الخلافة إلى العثمانيين:

عندما انتصر السلطان «سليم» فى موقعة «مرج دابق» أسر الخليفة

العباسى «المتوكل على الله محمد بن المستمسك بالله» وكان فى

صفوف جيش السلطان «الغورى»، وفى أول صلاة جمعة صلاها

السلطان «سليم» فى الجامع الكبير بحلب، عُدَّ خليفة، وخطب له فى

«سوريا» باعتباره خليفة للمسلمين، وسكت العملة باسمه.

وتقول إحدى الروايات التاريخية: إن الخليفة المتوكل تنازل عن

الخلافة لبنى عثمان فى مراسم جرت فى «آيا صوفيا» بعد عودته مع

السلطان «سليم» إلى «إستانبول»، ويقول بعضها الآخر: إن الخليفة

«المتوكل» قلد السلطان «سليماً» السيف وألبسه الخلعة فى «جامع

أبى أيوب الأنصارى» بعد مراسم «آيا صوفيا»، وأنه اشترك فى

هذه المراسم علماء الأزهر الذين سافروا إلى «إستانبول»، وعلماء

<<  <  ج: ص:  >  >>