للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بدأ العثمانيون فى عصر «سليمان» فتوحاتهم فى «أوربا» بفتح

أهم مدن «البلقان» وهى: «بلجراد»، التى كان المجريون يتولون

حمايتها، وكانت علاقة العثمانيين بالمجريين فى هذا الوقت متوترة؛

إذ كان «سليمان» قد أرسل إلى ملك «المجر» رسولا يعلنه بتولى

«سليمان» عرش العثمانيين، فقتل الملك المجرى رسول «سليمان»

ويدعى «بهرام جاووش»، فأعلن السلطان العثمانى الحرب على

«المجر»، وحاصرت القوات العثمانية «بلجراد» من البر ومن النهر

وسلّمت «بلجراد» بعد شهر واحد من الحصار عام (٩٢٧هـ= ١٥٢١م)،

واتخذها العثمانيون قاعدة حربية تنطلق منها قواتهم فى فتوحاتهم

الأوربية. وأثناء حرب «بلجراد» هذه استولى العثمانيون أيضًا على

قلاع مهمة فى منطقة «بلجراد» مثل: «صاباج» و «سلانكامن»

و «زملين».

وبعد خمس سنوات من استيلاء العثمانيين على «بلجراد»، أخذ ملك

«المجر» «لايوش» يجمع القوى الأوربية لمحاربة العثمانيين، وكتب

إلى كل من «شرلكان» الإمبراطور الألمانى، و «فرديناند» الأرشيدوق

النمساوى يطلب منهما التحالف معه ضد العثمانيين.

وفى الوقت نفسه كان السلطان «سليمان القانونى» يستعد لمحاربة

«المجر»، فتحرك بجيشه فى سنة (٩٣٢هـ= ١٥٢٦م) فى أكثر من (٦٠)

ألف جندى حتى وصل إلى «صحراء موهاج» المجرية، وهناك دارت

معركة ضخمة من معارك الإسلام فى يوم (٢١ من ذى القعدة ٩٣٢هـ=

٢٩ من أغسطس ١٥٢٦م)، هزم فيها العثمانيون الجيش المجرى، وكان

من أرقى الجيوش الأوربية، ومعروف بفرسانه المدرعين، ولعبت

المدفعية العثمانية دورها فى هذا النصر السريع الذى أحرزه الجيش

العثمانى فى ساعتين، على الرغم من قطعه مسافات طويلة، حتى

وصل إلى أرض المعركة.

وقد تكبَّد الجيش المجرى خسائر هائلة فلم تقم له قائمة، فقد أسر

العثمانيون حوالى (٢٥) ألف جندى، وتعرض نحو (٧٥) ألفًا للقتل أو

للغرق فى مستنقعات «موهاج»، وكان الملك المجرى «لايوش» ممن

مات غرقًا فى هذه المستنقعات.

<<  <  ج: ص:  >  >>