العربى»، وكانت تلك المواجهة أحد الأسس الثابتة فى السياسة
الحربية للعثمانيين، فاستولى «أويس باشا» والى «اليمن» على
«قلعة تعز» سنة (٩٥٣هـ= ١٥٤٦م)، ثم نجح فى ضم صنعاء، وفى
الوقت نفسه حاصر «بيرى رئيس» «قلعة هرمز» التى كان يسيطر
عليها البرتغاليون، لكنه لم ينجح فى الاستيلاء عليها، فدخل ميناء
«بندر عباس» الإيرانى، واعترفت إمارات «عمان» و «قطر»
و «البحرين» بتبعيتهم للدولة العثمانية، على حين ظلَّت مسقط تنتقل
من السيطرة العثمانية إلى الاحتلال البرتغالى، حتى نجح العثمانيون
فى إخراج البرتغاليين منها نهائيا فى سنة (١٠٦٠هـ= ١٦٥٠م).
وقد أدت هذه السياسة فى مواجهة البرتغاليين إلى الحد من عربدتهم
فى المياه الإسلامية، ولم يعد ممكنًا أن يجتاز البرتغاليون «باب
المندب» وسط السيطرة العثمانية.
وفاة السلطان سليمان القانونى:
وفى (صفر ٩٧٤هـ= سبتمبر ١٥٦٦م) اشتد المرض بالسلطان «سليمان»
وهو يحاصر مدينة «سيكتوار» المجرية، ثم تُوفى فى (٢٠ من صفر
سنة ٩٧٤هـ= ٥ من سبتمبر سنة ١٥٦٦م) بعد أن قضى فى الحكم ٤٦
عامًا قضاها فى توسيع دولته وإعلاء شأنها، حتى بلغت فى أيامه
أعلى درجات القوة والكمال، وفى وضع النظم الداخلية للدولة حتى
اشتهر بلقب «القانونى».
نظام الإقطاع:
لم يكن نظام الإقطاع الحربى أسلوبًا جديدًا ابتكرته العقلية
العثمانية، ولم تكن أول من يستخدمه، بل إن المتصفح لصفحات
التاريخ يجد أن هذا النظام عُرف على عهد الدولة السلجوقية التى
كانت تحكم قبل الدولة العثمانية، كما أنه عُرف فى «مصر» على
عهد الناصر «صلاح الدين الأيوبى» الذى نقله من «الدولة الزنكية»
فى «الموصل» و «حلب»، ولكن الفرق بين النظام الإقطاعى فى
«مصر» وفى الدولة العثمانية هو: أن «صلاح الدين الأيوبى» نجح
إلى حد بعيد فى حماية الفلاحين الذين يخضعون لهذا النظام، فحدد
الإيجارات والجبايات التى يدفعها من يعطى له الإقطاع، وكان يراقب