فى «البحر المتوسط» يتمثل فى موقعة «بروزة» سنة (٩٤٥هـ=
١٥٣٨م)، التى تعد من المعارك البحرية الخالدة فى التاريخ الإسلامى
الحديث، فقد دعا البابا «بول الثالث» الجيوش الأوربية إلى الاتحاد ضد
العثمانيين، وتكوَّن منهم تحالف بحرى ضمَّ أكثر من (٦٠٠) سفينة
و (٦٠) ألف جندى، يقودها «أندريا دوريا»، وهو من أمهر القادة
البحرية فى ذلك الوقت.
وتكوَّن الأسطول الإسلامى من (١٢٢) قطعة بحرية، و (٢٢) ألف
جندى، والتقى الأسطولان فى (٤ من جمادى الأولى٩٤٥هـ= ٢٨ من
سبتمبر ١٥٣٨م) أمام «بروزة»، ولم تستمر المعركة أكثر من خمس
ساعات تمكَّن فى نهايتها «خير الدين» من حسم المعركة
لصالحه، وفر القائد «أندريا دوريا» هربًا بحياته.
ونظرًا لجهود «خير الدين» وانتصاراته التى حققها قام السلطان
«سليمان القانونى» بتعيينه فى القيادة العامة للقوة البحرية
العثمانية وناظرًا للحربية، واستقدمه إلى «إستانبول» مع طاقمه
المكون من تسعة عشر أميرلاى.
وتُوفى «خير الدين» فى «إستانبول» سنة (٩٥٣هـ= ١٥٤٦م)، تاركًا
أسطوله الذى بناه بأمواله للدولة، وترك أموالا وفيرة أوقفها لأعمال
الخير، واستطاع خلفاء «خير الدين» من بعده أن ينتزعوا من الإسبان
ما احتلوه من «الجزائر» باستثناء «وهران» التى بقيت فى أيديهم
حتى القرن الثامن عشر.
فتح ليبيا:
كانت «طرابلس الغرب» فى تلك الفترة تحت حكم فرسان «مالطة»
المسيحيين، فأصدر السلطان «سليمان القانونى» أوامره إلى قبطان
«البحر العثمانى» «طورغود رئيس» بتخليص «طرابلس الغرب» من
النفوذ المسيحى، فقام بمحاصرة «طرابلس الغرب» بأسطوله حصارًا
شديدًا فاضطرت حاميتها المسيحية إلى التسليم فى سنة (٩٥٩هـ=
١٥٥٢م)، وعين السلطان القبطان «طورغود رئيس» واليًا على
«طرابلس الغرب».
الحملات البحرية العثمانية فى الخليج العربى والمحيط الهندى:
واجه العثمانيون نفوذ البرتغاليين فى «المحيط الهندى» و «الخليج