للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متحكمًا فى «خليج تونس»، مقابل إعطاء السلطان خمس الغنائم.

ولما بدأت القوة البحرية للأخوين فى الاتساع أخذت تضرب السفن

الصليبية على نطاق واسع، ونجحت فى الاستيلاء على مدينة

«بجاية» سنة (٩٢٢هـ= ١٥١٦م)، واتخذتها قاعدة بحرية للصراع مع

قوة «إسبانيا» البحرية.

وبعد استشهاد «أوروج»، المعروف فى المصادر التاريخية العربية

باسم «عروج» فى إحدى معاركه، طلب أخوه «خير الدين» المعروف

فى المصادر الأوربية باسم «بارباروس» أى «ذى اللحية الحمراء»

مساعدة العثمانيين بعد استيلاء السلطان «سليم» على «مصر»، وقد

أذن له السلطان بالحصول على ما يحتاج إليه من سواحل

«الأناضول»، فى مقابل سيطرة الدولة العثمانية على «الجزائر»،

وقيام «خير الدين» بحكمها نيابة عن السلطان.

ولم تتمكن الدولة العثمانية من تنفيذ هذا الاتفاق بسبب انشغالها بغزو

«جزيرة رودوس» وكان قراصنتها يأسرون أعدادًا كبيرة من السفن

التى كانت تجلب الغلال والذهب من الولايات العربية وتنقل الحجاج

إلى الأماكن المقدسة، وبغزو «المجر»، ومواجهة الصفويين، وبناء

أسطول جديد يمكنه مواجهة البرتغاليين؛ لهذا آثر البحارة المسلمون

فى الشمال الإفريقى الاعتماد على أنفسهم، إلى أن تتمكن الدولة

العثمانية من مدّ يد المساعدة لهم.

وقد قام «خير الدين» بسلسلة من الغارات على الأسطول الإسبانى،

كما قام فى الوقت نفسه بسبع رحلات من «الجزائر» إلى ساحل

«الأندلس»، تمكن خلالها من نقل (٧٠) ألف مسلم أندلسى، فأنقذهم

بذلك من الموت حرقًا باسم «محاكم التفتيش».

اهتم السلطان «سليمان القانونى»، برفع نظام «الجزائر» من نظام

اللواء العثمانى إلى نظام الإيالة (أى إقليم شبه مستقل)، وولَّى

عليها «خير الدين بارباروس» سنة (٩٢٥هـ= ١٥١٩م)، ووكّل إليه قيادة

حملات غرب «البحر المتوسط».

وقد حاول الملك الإسبانى القضاء على أسطول «خير الدين»، لكنه

كان يتكبَّد فى كل مرة خسائر فادحة، ولعل أعظم انتصاراته البحرية

<<  <  ج: ص:  >  >>