للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لفرنسا بعض الامتيازات التجارية، مثل: إعطاء تخفيض جمركى خاص

للسفن الفرنسية التى تصل إلى الموانئ العثمانية، وتم الاتفاق على

أن هذه المعاهدة تسرى ما دام الحاكمون على قيد الحياة، لكن

الفرنسيين نجحوا فى تجديدها كلما جدّ سلطان جديد حتى وصل الأمر

إلى تثبيت هذه الامتيازات رسميا عام (١١٥٣هـ= ١٧٤٠م).

كان «القانونى» معوانًا لفرنسا، فقد أمدها بمعونات عسكرية،

وأرسل قباطنته العظام مثل: «خير الدين بارباروس»، و «طورغود

رئيس»، وتحت إمرتهما الأساطيل العثمانية إلى «فرنسا» لمؤازرتها.

وفى عهد «القانونى» تم فتح «جزيرة رودوس» عام (٩٢٨هـ=

١٥٢٢م)، و «رودوس» ذات موقع استراتيجى مهم بالنسبة إلى

الأناضول والدولة العثمانية، وكانت تضرب السفن التى تسير فى

شرق «البحر المتوسط» بين «الأناضول» و «مصر» و «سوريا»، وسبق

أن حاصرها السلطان «محمد الفاتح» ثلاث مرات فلم ينجح فى

فتحها، وكان انتصار العثمانيين على فرسان القديس «يوحنا» الذين

يحكمون الجزيرة انتصارًا هائلاً، حيث كانت «رودوس» أقوى قلعة

بحرية فى ذلك الوقت.

وبعدها سمح السلطان للفرسان المقاتلين بالخروج من «رودوس» بكل

ما يستطيعون حمله فى سماحة وكرم.

خير الدين بارباروس والدولة العثمانية:

«خير الدين بارباروس» أحد أربعة أخوة اشتهروا فى التاريخ

الإسلامى، وكانوا يعملون فى «البحر المتوسط»، وفى إحدى

أسفارهم قتل فرسان «رودوس» أخاهم «إلياس»، وأسروا «أوروج»

الذى استطاع الهرب، وراح يتنقل بين الموانئ، حتى استقر بجزيرة

«جربة» الواقعة بين «تونس» و «ليبيا» سنة (٩١٩هـ= ١٥١٣م).

وبمجيئه هو وأخيه «خير الدين» تغير سير تاريخ الشمال الإفريقى

كله، حيث استطاعا أن يشتريا قسمًا من الساحل التونسى، ويؤسسا

قاعدة للحملات ضد الصليبيين، وأقاما علاقات حسنة مع «قانصوه

الغورى» سلطان «مصر»، و «أبى عبد الله الخامس» سلطان «تونس»،

الذى وافق على إعطائهما قلعة «حلق الوادى»، وكانت ميناء

<<  <  ج: ص:  >  >>