للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عام (٩٤١هـ= ١٥٣٤م)، وكان «سليمان» قد استولى على

«أذربيجان»، وعبر جبال «زاغروس» الإيرانية، ومنها إلى «بغداد»،

وسميت هذه الحملة حملة العراقَيْن، أى «العراق العجمى» وهو

«أذربيجان» و «العراق العربى». وبهذه الحملة دخلت «العراق» فى

كنف الدولة العثمانية.

وعندما انسحب العثمانيون استرجع الصفويون المنطقة؛ مما جعل

السلطان يعزم على تأديب الصفويين مرة أخرى، وهذا ما سمى باسم

الحملة الثانية على «إيران»، وكانت عام (٩٥٥هـ= ١٥٤٨م)، واسترجع

فيها «تبريز»، وأضاف إليها قلعتى «وان» و «أريوان»، لكن انسحاب

العثمانيين وعودتهم جعل الإيرانيين ينتهزون فرصة انشغال الدولة

فى «أوربا»، ويعودون مرة أخرى، فقام «سليمان» بحملته الثالثة،

ولم يحصل على نتيجة مباشرة؛ إذ إن «طهماسب» خاف من مجابهة

الجيوش العثمانية، فلما عاد «سليمان» إلى بلاده وعند وصوله إلى

«أماسيا» وصلت إليه رسل «طهماسب» للصلح، فقبل السلطان توقيع

معاهدة «أماسيا» عام (٩٦٣هـ - ١٥٥٥م) وبموجبها تقررت أحقية

الدولة العثمانية فى كل من «أريوان» و «تبريز» و «شرق الأناضول».

سليمان القانونى وفرنسا:

أما ما كان من أمر السلطان مع «فرنسا» فقد بدأ أول ما بدأ أثناء

حروب «القانونى» فى «المجر»، فقد لبى السلطان طلب الدعم الذى

تقدم به «فرانسوا الأول» ملك «فرنسا» وأمه، وأنقذه من ضغوط

«شرلكان» عليه.

أما لماذا قبل السلطان «سليمان القانونى» أن يساعد «فرنسا»؛

فذلك لأن الأوربيين كانوا ينظمون حملات صليبية على الدولة

العثمانية، وعلى العالم الإسلامى، ولا يكلّون من هذا رغم هزائمهم

المتكررة، فانتهز «القانونى» فرصة النزاع بين «شرلكان»

و «فرانسوا» ملك «المجر» وفكر فى تحييد «فرنسا» وإبعادها عن

المعسكر المسيحى واتخاذها مانعًا أوربيا ضد أى تجمع صليبى

يستهدف العثمانيين.

وبعد عودة السلطان «سليمان» من حملته البغدادية منتصرًا وقع مع

«فرنسا» معاهدة عام (٩٤٢هـ= ١٥٣٥م)، منح بموجبها السلطان

<<  <  ج: ص:  >  >>