المهمة من «المجر» بالدولة العثمانية تحت اسم «ولاية بودين»، وأمر
بتعيين «سيجموند» الابن الطفل لملك «المجر» «يانوش»، أميرًا على
إمارة «أردل» التى كان يحكمها أبوه قبل أن يصبح ملكًا على
«المجر»، ثم عاد السلطان إلى العاصمة.
لكن «فرديناند» لم يسكت، فقد أقنع البابا «بول الثالث» بضرورة
تكوين حملة صليبية قوية لكى تستريح «أوربا» من العثمانيين
بالتخلص منهم والقضاء عليهم، فتحركت هذه الحملة إلى «بودين»
عام (٩٤٩ هـ = ١٥٤٢م)، وحاصرتها حصارًا محكمًا، لكنها فشلت فى
الاستيلاء عليها، ولما وصلت أخبار هذه الحملة إلى السلطان
«سليمان»، تحرك مرة أخرى عام (٩٥٠هـ= ١٥٤٣م) إلى
«أوربا»،واستولى على أهم القلاع المجرية التى كانت فى يد
النمساويين، وهما «استركون»، و «استولنى بلجراد».
سليمان القانونى والدولة الصفوية:
أما فى جبهة الدولة العثمانية مع عدوها الدولة الصفوية فنذكر ما
يلى:
فى عام (٩٣٠هـ= ١٥٢٤م) تولى الحكم فى الدولة الصفوية الشاه
«طهماسب» ابن الشاه «إسماعيل»، وكان «طهماسب» عدوا
للعثمانيين؛ فرغب فى التحالف مع القوى الأوربية لحصر العثمانيين
بين القوتين والقضاء على دولتهم، فأرسل «طهماسب» إلى
«شرلكان» سفيرًا يطلب منه التحالف معه، وكانت البداية الحقيقية
للنزاع - هذه المرة - بين العثمانيين والصفويين، حين طلب «ذو الفقار
خان» حاكم «بغداد» الدخول تحت الحماية العثمانية فأرسل له الشاه
من يقتله عام (٩٣٥هـ= ١٥٢٩م)، ودخلت القوات الصفوية «بغداد».
وعلى الجانب الآخر قام «شرف خان» حاكم «بتليس» بخيانة
العثمانيين، وتحالف مع الصفويين، عندئذٍ أعلنت الدولة العثمانية
الحرب على الصفويين، وتحرك الصدر الأعظم «إبراهيم باشا» فدخل
«تبريز» دون مقاومة تذكر، ومن خلفه كان السلطان «سليمان
القانونى» يقود الجيوش العثمانية إلى الهدف نفسه، ودخل «تبريز»
عام (٩٤١هـ= ١٥٣٤م)، ثم اتجه إلى «بغداد» فسلّمت القوات الصفوية