وقامت الحامية العثمانية فى هذه المدينة مع القوات المجرية المحلية
بالدفاع عن المدينة.
وصل السلطان العثمانى إلى «النمسا» مارا بيوغوسلافيا و «المجر»،
وكانت القوات العثمانية المشتركة فى هذه الحملة تقدر بمائتى ألف،
ولم يحاصر العثمانيون «فيينا» هذه المرة بل توجهوا لتأديب أسرة
«هابسبرج» العريقة، لكن «آل هابسبرج» وقوادهم خافوا مواجهة
السلطان «سليمان» العثمانى عندما علموا بوصوله، ولما لم يتحركوا
للحرب أرسل «سليمان» إلى «فرديناند» رسالة كلها احتقار دفعًا
لحماسه إلى الحرب، لكن «آل هابسبرج» لم يتحركوا وصدرت
للمغيرين أوامر بالقيام بعمليات عسكرية سريعة فى داخل «ألمانيا»
غنموا فيها وأسروا وانتصروا، وعندما حل الشتاء عادت الحملة
العثمانية بأكملها إلى «إستانبول».
أسفرت الحملة العثمانية على «ألمانيا» عن خوف «فرديناند» وإيمانه
بأن لا قوة فى «أوربا» تستطيع التصدى لسليمان العثمانى، فاضطر
«فرديناند» إلى طلب الصلح، فوافق السلطان بشرط أن يعترف بأن
«بيانوش» ملك على «المجر» تحت الحماية العثمانية، وأن يدفع
(٣٠.٠٠٠) دوقة ذهبية؛ جزية للدولة العثمانية.
وفى الجبهة الأوربية، مات «يانوش» عام (٩٤٧هـ= ١٥٤٠م)، ولم يكن
له إلا طفل صغير، فقامت الملكة «إيزابيلا» بالكتابة إلى السلطان
العثمانى، تقول له: إنها تريد أن يكون ابنها هو الملك، وكانت تدرك
أن «فرديناند» أرشيدوق «النمسا» يطمع فى ملك «المجر»، بل
وتحرك وحاصر «بودين» فعلاً، وسريعًا ما تحرك جيش العثمانيين
بقيادة السلطان «سليمان القانونى» نحو «بودين»، وما إن سمع
النمساويون بقرب القوات العثمانية حتى تركوا حصار المدينة وهربوا،
وعند انسحابهم كانت بعض وحدات العثمانيين بقيادة الوزير «محمد
باشا» تلحق بهم الخسائر الفادحة أثناء انسحابهم.
وفى عام (٩٤٨هـ= ١٥٤١م) دخل السلطان «بودين» وأمر بتحويل
أضخم كنائسها إلى جامع للمسلمين، كما أمر بإلحاق هذه المنطقة