أحدًا منهم ينفيه إلى مكان بعيد، بعد أن يمنحه منصبًا عاليًا وراتبًا
كبيرًا، فعل هذا على سبيل المثال مع «نامق كمال» الشاعر
العثمانى المعروف ومع «ضيا باشا» الأديب العثمانى الذائع الصيت.
ونسوق هنا ترجمة لقصيدة نظمها الفيلسوف التركى «رضا توفيق»
وهو من كبار رجال «الاتحاد والترقى» ومن أكبر المعارضين لحكم
«عبد الحميد»، وهذه القصيدة لم يكتبها الشاعر إلا بعد وفاة
السلطان «عبد الحميد»، يقول فيها:
عندما يذكر التاريخ اسمك.
يكون الحق فى جانبك ومعك يا أيها السلطان العظيم.
كنا نحن الذين افترينا - دون حياء.
على أعظم سياسيى العصر.
قلنا إن السلطان ظالم وإن السلطان مجنون.
قلنا لابد من الثورة على السلطان.
وصدقنا كل ما قاله لنا الشيطان.
وعملنا على إيقاظ الفتنة.
لم تكن أنت المجنون، بل نحن، ولم نكن ندرى.
علقنا القلادة على فتيل واهٍ.
لم نكن مجانين فحسب، بل كنا قد عدمنا الأخلاق.
فلقد بصقنا - أيها السلطان العظيم.
على قبلة الأجداد.
عبد الحميد ومشاكل دولته:
وقد بدأ عهد «عبد الحميد» بالمشاكل العديدة، فتمرد «الصرب»
و «الجبل الأسود»، وهو تمرد بدأ فى آخر عهد «عبد العزيز»،
واضطرب الوضع فى «جزيرة كريت» ولم يكن فى صالح الدولة.
وانتصر العثمانيون على قوات الصرب فى معركة «الكسيناج»، ولكن
عندما اقترب العثمانيون من دخول «بلجراد» إذا بروسيا توجه إنذارًا
للدولة العثمانية، فخافت الدول الغربية وعلى رأسها «إنجلترا» من
مغبّة تدخل «روسيا» وعقدت هذه الدول مؤتمر الترسانة المشهور فى
«إستانبول» فى (ذى الحجة عام ١٢٩٣هـ= ديسمبر عام ١٨٧٦م)
برياسة «صفوت باشا» وزير الخارجية العثمانية. فى هذا اليوم أعلن
«عبد الحميد الثانى» الحكم المشروطى (الديمقراطى) فى الدولة.
والواقع أن هذا المؤتمر قد أجبر الدولة العثمانية على القيام
بإصلاحات فى «البوسنة والهرسك» و «بلغاريا». وفى (٣ من المحرم