على السلطان «عبد الحميد» أن يركب هو وأسرته القطار إلى منفاه
فى «سلانيك» (وهى مدينة يغلب عليها الطابع اليهودى)، وكان مقر
منفى السلطان «عبد الحميد» فى هذه المدينة ذات الطابع اليهودى
فى قصر يمتلكه يهودى يسمى «ألاتينى»، إمعانًا فى إذلال «عبد
الحميد».
وفى (٢٧ من ربيع الآخر ١٣٣٦هـ= ١٠ فبراير ١٩١٨م) مات السلطان
«عبد الحميد الثانى» ابن السلطان «عبد المجيد»، عن ستة وسبعين
عامًا، واشترك فى تشييع جنازته كل شعب «إستانبول» تقريبًا.
لقد خدم السلطان «عبد الحميد» أمته ثلاثًا وثلاثين سنة، قدم خلالها
خدمات جليلة، فحفظ الدولة بعد الحرب الروسية التركية من أن تفقد
المزيد من أراضيها فى «أوربا»، وقام بإنشاء دار العلوم السياسية
والجامعة بكل فروعها، ودور المعلمين والمعلمات، ومدارس اللغات
ومدرسة الفنون النسوية، وافتتح متحف الآثار الشرقية، والمتحف
العسكرى، ومكتبة بايزيد، ومدرسة الطب، وغيرها.
وفى مجال الإصلاحات العسكرية استقدم الخبراء الألمان لتدريب
الجيش وفق الأساليب الحديثة، وأرسل البعثات العسكرية للخارج،
وجهَّز الجيش بالأسلحة الحديثة.
ويذكر له فى مجال الإنشاءات والمواصلات، إنشاؤه الخط الحديدى
الحجازى، وعددًا من الطرق فى «سوريا»، وتوسعه فى إنشاء
خطوط البرق، وجرى فى عهده بناء دار الحكومة فى «دمشق»،
والثكنة الحميدية (جامعة دمشق اليوم)، وإصلاح «الكعبة المشرفة»،
وغيرها.
الدولة العثمانية نحو الانهيار:
رأت السلطات العثمانية وعلى رأسها السلطان «وحيد الدين» أن
مصلحتها بعد هزيمتها فى الحرب العالمية الأولى أن تتعاون مع
الحلفاء وبخاصة «إنجلترا»، على اعتبار أن ذلك من شأنه أن ينقذ ما
يمكن إنقاذه، فتم حل جمعية «الاتحاد والترقى» ومصادرة أملاكها،
وحل البرلمان والحكم بمراسيم.
وكانت الدولة العثمانية قد استسلمت فى الحرب العالمية الأولى فى
عهد السلطان «وحيد الدين» بعد أن تولى الخلافة بعدة شهور فقط،