للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى مذكرة لجمعية «الاتحاد والترقى» إلى قناصل الدول الأجنبية

فى الدولة العثمانية، طالبت الجمعية بتدخل دول هؤلاء القناصل

لإنهاء حكم «عبد الحميد»، وتحالفت الجمعية مع الثوار البلقانيين ضد

السلطان.

اعتقد الاتحاديون أنهم بإزالة «عبد الحميد» يستطيعون تقريب

العناصر المختلفة فى الدولة، وأن دول «أوربا» ستكف عن

مضايقاتها للدولة العثمانية، وتصور الاتحاديون أن هذه الدول

الأوربية ستتعهد بحماية الدولة العثمانية إذا انتهى حكم «عبد الحميد»

الفردى غير المشروط (غير الديمقراطى)، والذى حدث أنه عقب

المشروطية فقدت الدولة العثمانية «البوسنة والهرسك» مما أصاب

الاتحاديين بالهلع.

وفى (٢٣ من جمادى الأولى ١٣٢٦هـ= ٢٣ يوليو ١٩٠٨م) اضطر «عبد

الحميد» اضطرارًا إلى إعلان المشروطية (الثانية)، وتولت جمعية

«الاتحاد والترقى» الحكم، وأعلنت تمثلها لمبادئ الثورة الفرنسية

«الحرية - العدالة - المساواة - الأخوة».

وفى (٢٣ من رمضان ١٣٢٦هـ= ١٥ من أكتوبر ١٩٠٨م) استقلت عن

الدولة العثمانية كل من «بلغاريا» و «كريت» التى أعلنت انضمامها

لليونان فى (٦أكتوبر)، واستقلت - كما ذكرنا - «البوسنة والهرسك».

وفى (٢١ من ربيع الأول ١٣٢٧هـ= ١٣ من أبريل ١٩٠٩م) دبر الجيش

العثمانى حادثة عرفت باسم «حادث ٣١ مارس»، ثم نسبوها إلى

«عبد الحميد» وقالوا إنه أراد ثورة العناصر الرجعية ضد جمعية

«الاتحاد والترقى». واتخذ الجيش هذا ذريعة للتحرك لعزل السلطان

«عبد الحميد الثانى»، وندبوا لإبلاغه بقرار العزل وفدًا مكونًا من

أربعة أشخاص لم يكن منهم تركى ولا عربى واحد، وإنما كان على

رأس الوفد يهودى والثلاثة الآخرون: أرمنى وألبانى وجرجى.

واليهودى هو «إيمانويل قراصو» الذى لعب فيما بعد دوره المشئوم

فى الاحتلال الإيطالى لليبيا.

وتنازل السلطان «عبد الحميد» عن العرش لأخيه السلطان «محمد

رشاد» فى (٦ من ربيع الآخر ١٣٢٧هـ= ٢٧ من أبريل ١٩٠٩م) وكان

<<  <  ج: ص:  >  >>