٣ - مصطفى كامل (١٨٧٤ - ١٩٠٨م).
٤ - محمد فريد (١٨٦٨ - ١٩١٩م).
السلطان عبد الحميد والاتحاد والترقى:
«الاتحاد والترقى» هو أول حزب سياسى فى الدولة العثمانية ظهر
فى عام (١٣٠٨هـ= ١٨٩٠م)، وكان سريا مكونًا من خلايا طلبة الحربية،
والطبية العسكرية، ويهدف إلى معارضة حكم «عبد الحميد» والتخلص
منه، وتم اكتشاف هذا الجهاز فى سنة (١٣١٥هـ= ١٨٩٧م)، فنفى عديد
من أعضائه، وفرّ بعضهم إلى «باريس»، وأرسل السلطان «عبد
الحميد» مدير الأمن العام الفريق أول «أحمد جلال الدين باشا»، إلى
«باريس» لاستمالة أعضاء المعارضة من الاتحاديين، فنجح فى
استمالة أكثرهم ومنحهم «عبد الحميد» مناصب كبيرة فى الدولة، إلا
أن المعارضين وعلى رأسهم «أحمد رضا بك» ظلوا على معارضتهم.
وفى المدة من (٢٧ من شوال - ١ من ذى القعدة ١٣١٩هـ= ٤ - ٩ فبراير
١٩٠٢م) عقد فى «باريس» مؤتمر للأحرار العثمانيين، حضرته كل
العناصر المعارضة لحكم «عبد الحميد»، وعلى رأسهم أعضاء
«الاتحاد والترقى»، وكان من ضمن قرارات هذا المؤتمر تقسيم الدولة
العثمانية إلى حكومات مستقلة استقلالا ذاتيا على أساس عرقى
قومى، وظهر المعارضون لهذا الرأى ومنهم «أحمد رضا بك» نفسه،
إلا أن الأغلبية كانت لها قوتها فى تأييد هذا القرار.
وطالب المؤتمرون من الدول الأوربية التدخل لإنهاء حكم السلطان
«عبد الحميد» وإقصائه عن العرش. وفى داخل البلاد العثمانية
وخصوصًا فى «سلانيك» و «مناستر»، افتتح الاتحاد والترقى فروعًا
له، التحق بها الضباط الشبَّان من رتبتى «ملازم» و «يوزباشى»، ثم
بدأ دخول الضباط من الرتب الكبيرة، حتى إنه يتردد أن كل ضباط
الجيش العثمانى الثالث (فى «البلقان») كانوا فى عام (١٣٢٦هـ=
١٩٠٨م) منضمين إلى «الاتحاد والترقى»، وكان منهم أركان حرب
«قول أغاسى مصطفى كمال أفندى» (أتاتورك فيما بعد)، إلا أنه
انسحب فيما بعد من «الاتحاد والترقى».