كل شىء، وحاولوا إخضاع السلطان لنفوذهم كما فعلوا مع سابقيه،
إلا أنه رفض وسعى لإضعاف نفوذهم فى الدولة.
وكان انتشار تلك الأفكار فى الدولة العثمانية التى يدين سكانها
بالإسلام يشكل خطرًا على وحدتها السياسية، وكان للسلطان «عبد
الحميد» مفهوم خاص فى إدخال عناصر المدنية إلى بلاده، فهو لا
يريد حضارة الغرب بمعنى الثقافة والتراث؛ لأنه كان يرى أن للشرق
حضارته الإسلامية المتكاملة المتفوقة على الحضارة الغربية، إنما
كان يريد اقتباس ما لديهم من علوم حديثة وليس مرة واحدة، ولكن
بالتدريج.
وأدرك السلطان أنه أمام أخطاء داخلية وخارجية ورأى أن الإسلام
هو القوة الوحيدة التى تمكنه من ذلك، وفى هذا يقول: إن الإسلام
هو القوة الوحيدة التى تجعلنا أقوياء ونحن أمة حية قوية ولكن
شرط أن نصدق فى ديننا العظيم.
وكان يرى أن الحروب الصليبية ضد الدولة العثمانية دائمة ومستمرة
فلابد إذن من العمل بالإسلام على توحيد عناصر الدولة المتعددة من
عرب وترك وأكراد وغيرهم فى جبهة واحدة حتى يمكن الصمود أمام
الغرب، ويرى أن جبهة المسلمين فى الدولة العثمانية لا تكفى، ولكن
لابد من امتداد تأثير الوحدة الإسلامية إلى كل مسلمى العالم فى
«إفريقيا» و «آسيا» وغيرها.
وأيد فكرة الجامعة الإسلامية كثير من علماء الدولة العثمانية آنذاك،
منهم:
الشيخ «عاطف الإسكليبى» (١٨٧٦ - ١٩٢٦م)، والشاعر «محمد عاكف
أرصوى» (١٨٧٣ - ١٩٣٦م)، والشيخ «بديع الزمان سعيد النورسى»
(١٨٧٦ - ١٩٦٠م).
وفى بلاد الشام نادى بها:
١ - الشيخ «أبو الهدى الصيادى» (١٨٤٩ - ١٩٠٩م).
٢ - الشيخ «عبد الرحمن الكواكبى» (١٨٥٤ - ١٩٠٢م).
٣ - «السيد «محمد رشيد رضا» (١٨٦٥ - ١٩٣٥م).
٤ - «عبد القادر المغربى» (١٨٦٧ - ١٩٥٦م).
٥ - «رفيق العظم» (١٨٦٧ - ١٩٢٥م).
٦ - الأمير «شكيب أرسلان» (١٨٦٩ - ١٩٤٦م).
وفى مصر:
١ - جمال الدين الأفغانى (١٨٣٩ - ١٨٩٧م).
٢ - محمد عبده (١٨٤٩ - ١٩٠٥م).