للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«البحر المتوسط» وحصلت «فرنسا» بموجبه على بعض جزر «البحر

المتوسط»، أخذت «فرنسا» تعد العدة لغزو «إنجلترا»، لكن صعوبة

هذه الفكرة وخطورة تنفيذها جعلت «فرنسا» تفكر فى ضرب

«إنجلترا» فى تجارتها فى الشرق، فاختارت «مصر» لتكون حجر

الزاوية فى تكوين مستعمرة فرنسية، وتضرب من خلالها «إنجلترا»

فى تجارتها فى الشرق.

فقد أبحر «نابليون» من «ميناء طولون» فى (٣ من ذى الحجة سنة

١٢١٢هـ= ١٩ من مايو سنة ١٧٩٨م) على رأس أسطول «فرنسا» وجيش

تعداده نحو (٣٦) ألف جندى، واستولى فى طريقه على «جزيرة

مالطة»، ثم وصل إلى «الإسكندرية»، فاستولى عليها بعد مقاومة

عنيفة كاد «نابليون» نفسه أن يقتل فيها.

ثم توجه إلى «القاهرة»، فاستولى عليها بعد أن هزم فلول المماليك

عند منطقة «إمبابة»، وفرت بقية فلول المماليك إلى «الصعيد»

و «الشام».

قضت الحملة الفرنسية فى «مصر» نحو ثلاثة أعوام لم ينعم

الفرنسيون خلالها بالراحة والطمأنينة، فقد قامت ثورات كثيرة كان

أخطرها وأهمها ثورتا «القاهرة الأولى» و «الثانية».

كما كان السلطان العثمانى يرسل الحملة تلو الأخرى فى محاولة

لإخراج الفرنسيين من «مصر»، كما قامت «إنجلترا» بإرسال

أسطولها إلى الشواطئ المصرية؛ حيث قام بتحطيم الأسطول

الفرنسى فى معركة «أبى قير البحرية»، ونتيجة لهذه الثورات

وانقطاع الاتصالات بين فرنسا الأم وحملتها فى «مصر»، وتحطيم

الأسطول الفرنسى؛ عاد «نابليون» إلى «فرنسا» تاركًا قيادة الحملة

لخليفته «كليبر»، الذى لم يلبث أن قُتل على يد «سليمان الحلبى»

أحد طلاب الأزهر الشريف، الذى جاء إلى «مصر» ليتعلم فى

«الأزهر»، فرأى مدافع «فرنسا» تدك «الجامع الأزهر» وخيولهم

ترتع فيه، فقرر الانتقام منهم بقتل قائدهم «كليبر».

ولما تولى «مينو» قيادة الحملة كانت أحوالها قد ساءت إلى حد

كبير، ورَأََى «الإنجليز» والعثمانيين يُحكمون قبضتهم على مصر

ففاوضهم على الجلاء وغادر «الإسكندرية» بعد توقيع الصلح مع من

<<  <  ج: ص:  >  >>