للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلغ النفوذ السعودى أقصى اتساعه؛ حيث تم فتح «الحجاز»

فأصبحت الأماكن المقدسة تحت سيطرة آل سعود، ووصلت غاراتهم

إلى «الشام» و «العراق».

موقف دولة الخلافة العثمانية:

كان فى استيلاء السعوديين على الجزيرة وتهديدهم للشام

و «العراق» دوى كبير فى العالم الإسلامى، وتهديد لسمعة الدولة

العثمانية التى حاولت القضاء على هذه الحركة عن طريق ولاتها فى

«العراق» ثم «الشام» ولكن هذه الغارات باءت بالفشل.

وفى النهاية اضطر السلطان العثمانى إلى الاستعانة بوالى «مصر»

«محمد على باشا»، فتمكن عن طريق ثلاث حملات قاد إحداها بنفسه

أن يستولى على «الحجاز»، ثم «نجد»، ودخل «الدرعية» وقضى

بذلك على الدولة السعودية الأولى.

وعلى الرغم من هزيمة السعوديين وتشتيت ملكهم بقيت الدعوة

الوهابية كامنة فى النفوس، بل لقيت قبولا لتعاليمها خارج «الجزيرة

العربية»، ولقد أثبتت الدعوة الوهابية قدرتها على أن تكون دعوة

يقوم حولها ملك عربى، فقد قامت الدولة السعودية الأولى وانتشرت

بفضل أمير الدعوة الوهابية، ثم قامت الدولة السعودية الثانية بعد

انتهاء الحكم المصرى معتمدة على الدعوة الوهابية، كما اعتمد

عليها «عبد العزيز آل سعود» فى تأسيس الدولة السعودية الثالثة.

الثانية: الحملة الفرنسية على مصر:

كانت الحملة الفرنسية على «مصر» حلقة من حلقات الصراع الذى عم

القارة الأوربية فى أعقاب الثورة الفرنسية، فقد حاولت الملكيات

والإمبراطوريات فى «أوربا» القضاء على الثورة فى مهدها؛ لمنع

انتشار أفكارها فى بقية القارة، ولكن «فرنسا» بفضل جيشها

القوى وقائدها «نابليون بونابرت» تمكنت من هزيمة أكثر جيوش

«أوربا» عدا «إنجلترا» التى أفلتت من يد «نابليون»؛ بسبب موقعها

البحرى وقوة أسطولها سيد البحار فى ذلك الوقت.

هذا فى الوقت الذى كان فيه العالم العربى يعيش حالة من الجمود

والعزلة التى فرضت عليه.

وبعد صلح «كاميو فورميو» الذى قضى على نفوذ «النمسا» فى

<<  <  ج: ص:  >  >>