وعقد مؤتمر الجزيرة الذى وقفت فيه «إنجلترا» و «إسبانيا»
و «إيطاليا» إلى جانب «فرنسا»، وتقرر فى هذا المؤتمر الاعتراف
بالنفوذ الفرنسى والإسبانى فى «مراكش».
وانتظرت «فرنسا» الفرصة لاحتلال «المغرب» وواتتها الفرصة سنة
(١٣٣٠هـ= ١٩١١م) عندما ثارت القبائل على السلطان «عبد الحفيظ»
الذى استنجد بفرنسا التى سارعت إلى نجدته ودخلت قواتها مدينة
«فاس» فى (ربيع ١٣٣٠هـ= مارس ١٩١١م)، ثم عقدت معاهدة الحماية
مع السلطان «عبد الحفيظ» سنة (١٣٣١هـ= ١٩١٢م)، كما تمت التسوية
بين «فرنسا» و «إسبانيا» فى (نوفمبر ١٩١٢م) وحددت مناطق نفوذ
كل منهما، واتفق على أن يعين السلطان خليفة له فى منطقة الريف
التى تخضع للنفوذ الإسبانى، وبذلك دخل «المغرب» تحت الاحتلال
الفرنسى من ناحية، والإسبانى من ناحية أخرى.
الاحتلال الإيطالى لليبيا:
بعد أن أتمت «إيطاليا» وحدتها أخذت تهيئ نفسها لدخول حلبة
الاستعمار الأوربى، ولكنها وجدت معظم الأقطار الإفريقية والأسيوية
وقعت فريسة فى يد «إنجلترا» أو «فرنسا»، ولكنها رأت أن «ليبيا»
التى تقع فى شمال «إفريقيا»، والتابعة للدولة العثمانية من الممكن
أن تكون مستعمرة إيطالية، فأخذت الحكومة الإيطالية ترسل
الإرساليات المختلفة من مدارس ومستشفيات وبنوك لتقرض الأهالى ثم
تستولى على أراضيهم.
ثم لعبت السياسة الاستعمارية دورها فأعلنت «إيطاليا» الحرب على
الدولة العثمانية، وقامت باحتلال «ليبيا» سنة (١٣٣٠هـ= ١٩١١م)،
لتكون مستعمرة لها، ومن أجل صرف نظر السلطان العثمانى عن
«ليبيا» قامت «إيطاليا» بمهاجمة ميناء «الدردنيل» وميناء «بيروت»
وساحل «اليمن»، وافتعلت ثورة فى منطقة «البلقان» لتجبر السلطان
العثمانى على توقيع معاهدة سنة (١٣٣١هـ= ١٩١٢م) والتى اعترف
فيها باستعمار «إيطاليا» لليبيا، مقابل اعتراف «إيطاليا» بالسيادة
الروحية لتركيا، ولكن الشعب الليبى أخذ يقاوم الاحتلال عن طريق