للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أراد حكام «تونس» إدخال المدنية الغربية إلى بلادهم، ومن أجل ذلك

قبلوا الاستدانة من دول «أوربا»، مما أوجد فى النهاية الفرصة

للتدخل الأجنبى فى شئون «تونس».

وكانت «فرنسا» هى المعنية بالدرجة الأولى بأمر «تونس»، ولكى

تبرر تدخلها السافر فى أمر «تونس»، ادعت قيام إحدى القبائل

التونسية بالاعتداء على عمال فرنسيين، فدخلت قوات «فرنسا»

«تونس» وحاصرت العاصمة وأجبرت الباى على توقيع «اتفاقية

تاردو» سنة (١٢٩٩هـ= ١٨٨١م)، والتى يعترف فيها بالحماية الفرنسية

على «تونس»، وبحق «فرنسا» فى إبقاء قواتها فى الأراضى

التونسية بالإضافة إلى رعاية «فرنسا» لمصالح «تونس» فى

الخارج، أى قبوله احتلال «فرنسا» لتونس.

ولكن الشعب التونسى رفض قبول هذه الاتفاقية وثار عليها، ولكن

القوات الفرنسية المجهزة بأحدث الأسلحة أخمدت هذه الثورة بكل

عنف سنة (١٣٠١هـ= ١٨٨٣م) وقيدت الباى بمعاهدة جديدة استكملت

بها احتلال «تونس».

احتلال مراكش:

أرادت «فرنسا» أن تكون «مراكش» مكملة لمستعمراتها فى «المغرب

العربى»، فدخلت فى صراع مع عدد من دول أوربا، فإسبانيا ترى

فيها مجالاً حيويا لتمد سلطانها إلى الجنوب، و «إنجلترا» تريد

السيطرة على «مضيق جبل طارق»، و «ألمانيا» التى دخلت حلبة

الصراع الاستعمارى متأخرة تريد أن تكون «مراكش» مستعمرة لها،

ولكن «إنجلترا» التى خشت من تزايد قوة البحرية الألمانية عقدت مع

«فرنسا» ما عرف بالاتفاق الودى (١٣٢٢هـ= ١٩٠٤م) والذى أنهى

النزاع حول «مراكش»، فقد أيدت «بريطانيا» احتلال «فرنسا»

لمراكش فى مقابل عدم مطالبة «فرنسا» «إنجلترا» بالانسحاب من

«مصر»، كما عقدت «فرنسا» معاهدة مع «إسبانيا» اعترفت فيها

«إسبانيا» بمركز «فرنسا» فى «مراكش» فى مقابل اعتراف

«فرنسا» بمركز «إسبانيا» فى منطقة الريف الساحلية المواجهة

لإسبانيا.

ولكن «ألمانيا» رفضت ذلك وساندت السلطان المغربى فى مطالبته

باستقلال مدينة «طنجة».

<<  <  ج: ص:  >  >>