للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالحركة الوهابية، فاستغل أنصار «المهدى» انشغال العرابيين

بالاحتلال الإنجليزى فاستولوا على «كردفان»، فقاد «هكس باشا»

حملة مصرية للقضاء على المهديين، ولكن الحملة فشلت وقضى

المهديون عليها، فطلب الإنجليز من الحكومة المصرية سحب قواتها من

«السودان»، ولكن «شريف باشا» رئيس الوزارة رفض وقدم استقالته

احتجاجًا على السياسة البريطانية، وخلفه «نوبار باشا» الذى

استجاب وسحب الجيش المصرى من «السودان».

ثم عهد الإنجليز إلى «غوردون باشا» بأمر الانسحاب فاستهان بأمر

«المهدى» وحركته، فزحف «المهدى» إليه وحاصره فى «الخرطوم»

وقتلوا «غوردون باشا»، مما كان له أثر كبير فى انتشار المهدية

فى ربوع «السودان».

ثم تُوفى «المهدى» فى سنة (١٣٠٣هـ= ١٨٨٥م) وخلفه «عبد الله

التعايشى» الذى لم يكن على مستوى «المهدى» ونفوذه، فحاول

غزو «مصر» ولكنه فشل ثم أرسل الإنجليز حملة كبيرة بقيادة

«كتشنر» تمكنت من هزيمة المهدية والقضاء على حركتهم واحتلال

«السودان».

الاحتلال الفرنسى للمغرب العربى:

أولاً: الجزائر:

أرادت الحكومة الفرنسية فى عهد الملك «شارل العاشر» أن تصرف

شعب «فرنسا» عن الثورة، وأن تشغله عن المشاكل الداخلية

بالدخول فى مغامرات خارجية تحقق بها أمجادًا وانتصارات ترضيه

بها، وكانت الجزائر فى ذلك الوقت دولة لها ديون على «فرنسا»،

والتى اتخذت من قصة المذبَّة المشهورة ذريعة لاحتلال «الجزائر» فى

يوليو سنة (١٢٤٦هـ= ١٨٣٠م).

ولكن «الجزائر» لم تهدأ فقامت المقاومة بقيادة الأمير «عبد القادر

الجزائرى» الذى أعلن قيام إمارة مستقلة فى جنوب «الجزائر»،

ولكن «فرنسا» بعد عقدها معاهدة مع الأمير نقضت بنودها، وتشددت

فى قتاله حتى استولت على أغلب مدن «الجزائر» فالتجأ الأمير

«عبدالقادر» إلى «مراكش»، ولكن «فرنسا» أنذرت سلطان «مراكش»

بعدم قبول الالتجاء، فسلم «عبد القادر» نفسه إليهم، حيث نفى إلى

«دمشق» ليقضى بقية حياته بالشام.

احتلال تونس:

<<  <  ج: ص:  >  >>