للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رائدها فقيه مغربى مالكى يدعى «عبدالله بن ياسين» فامتد بذلك

نفوذ المذهب المالكى من «القيروان» إلى «المغرب الأقصى» ثم

تخطى حدود هذا الإقليم نحو الجنوب وانتشر فى بلاد «السودان

الغربى».

وبعد موت الأمير «يحيى بن إبراهيم» أصبح «عبدالله بن ياسين» بلا

معين، وفقد الحماية التى كان يبسطها عليه زعيم «جدالة» ورئيس

الحلف الصنهاجى، وأصبح وجوده غير مرغوب فيه، لتشدده فى

تنفيذ التعاليم الإسلامية، ولاختياره «يحيى بن عمر اللمتونى» خلفًا

ليحيى بن إبراهيم الجدالى، فنقل الزعامة بذلك من «جدالة» إلى

«لمتونة».

لهذا كله رحل «ابن ياسين» إلى بلاد «السودان الغربى» وأقام رباطًا

أو رابطة هناك فى أحد الأودية على حافة الصحراء الجنوبية قرب

مضارب «لمتونة»، ناحية مصب «نهر السنغال» وتبعه كثير من الذين

آمنوا بدعوته، ولما ازدادت قوته قام يجاهد قبائل البربر ويدعوهم

إلى تنفيذ تعاليم الإسلام الحقَّة ومعه «يحيى بن عمر» وأخوه «أبو

بكر بن عمر اللمتونى»، لكن «يحيى» استشهد عام (٤٤٨هـ =

١٠٥٦م)، فأخذ «ابن ياسين» البيعة لأخيه «أبى بكر» وأقامه مكانه،

وتوجَّه لقتال «برغواطة» عام (٤٥١هـ = ١٠٥٩م) حيث استشهد «ابن

ياسين» من جراح أصابته.

وبعد أن فرغ «أبو بكر» من السيطرة على قبائل «الملثمين» وأعاد

الأمن إلى الصحراء رأى أن يوجه جهوده لمحاربة الوثنيين فى بلاد

السودان الغربى».

وكان «ابن ياسين» قد انتزع مدينة «أودغشت» من ملك «غانة» بل

وجاوزها إلى ناحية الجنوب فاتخذها الأمير «أبو بكر» مرتكزًا له فى

جهاده ضد ملك «غانة»، وبعد جهاد دام أكثر من خمس عشرة سنة

استولى «أبو بكر» على القسم الأكبر من مملكة «غانة» وضمه إلى

دولته.

ثم رحل هذا الأمير بعد ذلك إلى الشمال فى عام (٤٦٤هـ = ١٠٧٢م)

قاصدًا «مرَّاكش» التى كان قد بناها عام (٤٥٤هـ = ١٠٦٢م)، وتم

الصلح بينه وبين ابن عمه «يوسف بن تاشفين» على أساس أن يترك

<<  <  ج: ص:  >  >>