للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كيف ينبغي أن يكون]

لا بد للجزائر من كلية دينية يتخرج منها رجال فقهاء بالدين يعلِّمون الأمة أمر دينها وأستطيع أن أقول أن نواة هذه الكلية هم الطلاب الذين يردون على الجامع الأخضر بقسنطينة من العمالات الثلاث- فلو أن الجمعية سعت لتوسيعها بترسيم معلمين ورعاية مدد المتعلمين ووضع خطة التعليم لقامت بأعظم عمل علمي ديني للأمة فيحاضرها ومستقبلها. ثم لا بد مع هذا من حث كل شعبة من شعب الجمعية على ترسيم مدرس للتعليم في مسجدهم إن كان لهم مسجد ثم تسعى الجمعية لدى الحكومة لترسم في كل مسجد من المساجد التي لنظرها مدرسا فقيها بالدين، ليعلم الناس ما يحتاجون إليه من أمر دينهم، فكلية تخرج المعلمين الدينيين، ومعلمون في المساجد التي لنظر الحكومة والتي لنظر الجماعات تلك هي الحالة التي يجب أن تكون عليها الأمة الجزائرية المسلمة لتبقى مسلمة. أما كيف يكون التعليم وما هي الفنون التي تعلم والكتب التي يتعلم فيها فهو موضوع مستقل لا يحسن أن يتناوله بالبحث إلا لجنة من أهل العلم وسيكون ذلك إن شاء الله تعالى يوم تباشر الجمعية ما ذكرنا من أمر الكلية والتعليم في المساجد أعانها الله على القيام بهذا العمل العظيم ويسر لها أسبابه (١).

عبد الحميد بن باديس


(١) سجل مؤتمر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة ١٣٥٤هـ ص ٩٥ - ٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>