بالعلم الفرنسي المثلث الألوان، والمتحدين مع الفرنسيين اتحاداً متيناً لا تؤثر عليه الحوادث الطفيفة أو الأزمات السطحية، نعيش مع الفرنسيين، عيش الأصدقاء المخلصين، نحترم حكومتهم وقوانينهم ونطيع أوامرهم ونواهيهم، ونريد منهم أن يحترموا ديننا ولغتنا، ويحفظوا كرامتنا، ويأخذوا بأيدينا في طريق النهضة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وهكذا نعيش وإياهم أصدقاء مخلصين، وإذا جاءت ساعة الموت في سبيل الدفاع عن الوطن الفرنسي وعن الوطن الجزائري، وجدونا في صفوفهم الأولى لنموت إلى جانبهم موت الأصدقاء المخلصين.
وعلى هذا الأساس، توضع الأمور في مواضعها ويحصل التفاهم ويزول كل التباس.
[اللجنة الوزارية]
هذه الفكرة جميلة هي نفسها، فكرة تأليف لجنة من مسلمي الجزائر، يستشيرها رجال الوزارات الفرنسية المختلفة في المسائل التي تهم البلاد الجزائرية، حتى تسير الحكومة الفرنسية في سياستها الجزائرية على هدى وعلى نور الإرشادات الصادقة التي تستمدها من رجال تلك اللجنة.
بل إن تشكيل تلك اللجنة يدلنا دلالة صادقة على رغبة حكومة فرنسا في درس المسائل الإسلامية الجزائرية دراسة عميقة، حتى تتقي في المستقبل الأخطاء التي كانت ترتكب من قبل.
لكن الفكرة إن كانت جميلة في نفسها، فإنها كانت غير موفقة
في تنفيذها، ذلك أن الإدارة العليا لم تلاحظ إلا الفكرة السياسية في انتخاب أعضاء هذه اللجنة وعمدت إلى ذلك الانتخاب بصفة مستعجلة