للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعطتها كل ثقتها وأعلنت سرورها بها وأرسلت هذا الوفد فإذا رجعنا إليها ببعض مطالبها زادت ثقتها، وإذا رجعنا بأيدينا فارغة انعكس ذلك الفرح وحصل عن انعكاسه ضرر عظيم يستغله أضدادنا وأضداكم" فأجابني- باندهاش-: "كيف ترجعون بأيديكم فارغة وأنا أشتغل وحبيبي فيوليط من الآن في مطالبكم" فقال م فيوليط: "قبل الأحد ينجز العمل" وقد كنا لخصنا من المطالب بعضا منها لينجز ونرجع به في أيدينا وهو الذي دار عليه هذا الحديث. ولكن بعد هذا كله ها نحن قد رجعنا بأيدينا فارغة وما زالت فارغة إلى الآن. نعم فيها وعود وفيها آمال، وسنصبر هذه العطلة الصيفية على كل حال.

[مقابلات الأحزاب الشعبية]

أكبر الأحزاب الشعبية التي تتألف منها الجبهة الشعبية هي الحزب الاشتراكي والحزب الراديكالي والحزب الشيوعي. وقد زار الوفد الأحزاب الثلاثة كلا في قسمه الخاص به من دار البرلمان، فأما الإشتراكيون والشيوعيون فقد كانوا موافقين على مطالب المؤتمر كلها، وأما الراديكاليون فكان منهم الوفاق على جملة المطالب لا على تفصيلها، وظهر منهم احتراز وتريث، وأشاروا إلى إرسال لجنة برلمانية لبحث الحالة وهذا هو الذي قررته الحكومة بعد كما هو معلوم.

[مقابلة الصحافة]

عيَّن رئيس الوفد وقتا لمكاتبي الصحافة الباريسية في قاعة النزل الذي كان به الوفد فاستقبلهم الوفد فيها في الوقت المعين وبينت لهم المطالب وقد كتبت الصحافة بعد كل بحسب مشربه ولكن الأمر الذي كان حاصلا ولا محالة هو لفتها الرأي العام الفرنسي للمسألة الجزائرية الإسلامية لفتا جديا لم يكن قد حصل على هذا الوجه من قبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>