المؤمنين اجعله قراضا فقال عمر: قد جعلته قراضا فأخذ رأس المال وشطر الربح لبيت مال المسلمين، وأخذ ابناه- كعاملين في القراض- الشطر الآخر.
[الأسوة الحسنة]
كل ذي علم أو إمارة أو منزلة عند الناس، ترى الناس يسرعون في مرضاته فينجر إليه وإلى من إليه فوائد ما كانت لتتجر لولا مكانه الخاص. فعلى الذين لا يحبون أن يأخذوا من الناس أكثر مما يعطونهم، ولا يحبون أن يستغلوا مراكزهم، أن يحتاطوا من هذه الناحية حتى لا ينالوا ولا ينال بأسمهم شيء زائد على ما يناله كل أحد من الناس مثلما كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب- رضي الله تعالى عنه- وليس هذا من الورع الذي قد يكون المقصر فيه معذورا بعض العذر، بل هو من الواجب الذي يتحتم على كل ذي منزلة وقدر بين الناس فإن استغلال المنزلة والاختصاص بالمنافع العامة دون سائر الناس من الأكل بالباطل نسأل الله أن يجعل فينا ما ينفع عباد الله وأن يجعل ما نعطي أكثر مما نأخذ وما نعمل أكثر مما نقول آمين يا رب العالمين (١).
(١) ش: ج ٢، م ١٣، ص ٨٤ - ٨٥ صفر ١٣٥٦ه - أفريل ١٩٣٧م.