بكل ما يساعده على الوصول إليها، وغاية العالم المسلم أن يهتدي في نفسه وأن يهدي غيره وقد كان السيد رشيد وضع هذه الغاية نصب عينيه فكان في تحصيله الدرسي والنفسي يعمل لها فيزكي نفسه ويتزود بما يزكي به غيره.
أما أكثر الطلاب فمنهم من تكون غايتهم الوظيف فهم غفلة من أنفسهم وعن غيرهم، ومنهم من تكون غايته أن ينال الشهادة بالعلم فهو مثل الأول فأما الغاية الحقيقية التي ذكرنا فما أقل أهلها لأنها لا ذكر لها في برامج التعليم ولا اهتمام بها من المعلمين. وحق على كل طالب أن تكون هي غايته وهو مع ذلك نائل العلم ونائل ما يؤهله للوظيف أن أبى إلا أن يكون الوظيف من قصده ولكنه بالقصد إلى تلك الغاية يكون عاملاً في أثناء تعلمه على تهذيب نفسه ويكون مصدر هداية للناس في مستقبل أيامه ولكن هذا إنما يتم للطالب إذا كان شيوخه يهتمون لهذه الغاية ويعملون لها ويوجهون تلامذتهم إليها. وما أعز هذا الصنف من الشيوخ.
[التفكير والاستقلال فيه]
إذا كان التفكير لازماً للإنسان في جميع شؤونه وكل ما يتصل به إدراكه فهو لطلاب العلم الزم من كل إنسان فعلى الطالب أن يفكر فيما يفهم من المسائل وفيما ينظر من الأدلة تفكيراً صحيحا مستقلاً عن تفكير غيره وإنما يعرف تفكير غيره ليستعين به ثم لا بد له من استعماله فكره هو بنفسه.
بهذا التفكير الاستقلالي يصل الطالب إلى ما يطمئن له قلبه ويسمى - حقيقة- علماً، وبه يأمن الوقوع فيما أخطأ فيه غيره، ويحسن التخلص منه إن وقع فيه، وبهذا التفكير الاستقلالي استطاع السيد رشيد رضا أن يتخلص مما في كتاب الإحياء من الخطأ الضار- وهو قليل- كما قدمنا وبه استطاع أن يتفطن لما في الطريق التي دخلها من