للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الإصلاح أمس واليوم]

أول من نادى بالإصلاح الديني علما وعملا نداء سمعه العالم الإسلامي كله في عصرنا هذا هو الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده، وأول من قام بخدمته بنشرة إسلامية عالمية هو تلميذه حجة الإسلام السيد محمد رشيد رضا صاحب المنار. رحمهما الله وجازاهما عن الإسلام والمسلمين خيرا ما جازى به المجددين لهذا الدين.

ومن عدل الله وحكمته أن كان مبعث هذه الدعوة الإصلاحية هو مصر. مصر التي هي مبعث أكثر البدع والضلالات الاعتقادية والعملية من يوم انتصبت فيها دولة الفاطميين فرسخت فيها البدع الطرقية وغير الطرقية- والطرق حيثما كانت فهي تكأة وملجأ البدع والخرافات- وصارت الخطة الطرقية من الخطط الإسلامية في الحكومات المصرية التي تحميها وتؤيدها فصارت البدع والضلالات رسمية في نظر المسلمين وغير المسلمين وجاء الأزهر وأهل الأزهر- إلا قليلا- على دين الدولة وهوى العامة يقرون تلك البدع والضلالات بسكوتهم بل بمشاركتهم العملية وتأييدهم الفعلي والقولي وما ينتشر عنهم من كتب وتلاميذ.

أما الجامعان اللذان يذكران مع الأزهر بشمالنا الإفريقي وهما الزيتونة بتونس والقرويون بفاس- فهما- إلا قليلا- كما قال الأول:

وَمَا شَرُّ الثَّلَاثَةِ أُمَّ عَمْرٍو ... بِصَاحِبِكِ الَّذِي لَا تَصْبَحِينَا

وكيف يكون حال العالم الإسلامي ومراكزه العلمية الدينية في ذلك الضلال المبين؟ ..

<<  <  ج: ص:  >  >>