للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولتظهر الأمة مقدار اهتمامها بدينها ولغتها وما ترجوه من الحرية فيهما ولتعلم الحكومة أن مطالب الجمعية هي مطالب الأمة كلها الممثلة في مؤتمرها وقد قامت الجمعية بواجبها كعضو في مؤتمر وستبقى إن شاء الله على تأييده ورد كل عادية عنه.

[الجمعية وخصومها]

يالله ما أكثر خصوم هذه الجمعية، غير أنهم، بحمد الله كثيرون في العد، قليلون في الحسب العد، وهم على تفاهتهم في خصومتها يختلفون فيما خاصموها لأجله، فمنهم الظالم الذي خاف على سيطرته ومنهم المتريب بنفسه وبأصله الذي خاف على (خبزته) ومنهم المتشبع لما لم يعط فهو يخاف من افتضاح حقيقته. وقد حاربوها بأنواع السلاح وأصناف المكائد حتى انتهى بهم الأمر إلى تدبير حادثة الاغتيال والاعتقال. والجمعية- بحمد الله- ثابتة لهم صابرة لامتحان الله بهم. وقد عودها الله عاقبة الصابرين ورد عنها كيد الظالمين، والحمد لله رب العالين.

إخواني إني أحييكم وأحيي جميع إخوانكم الذين خلفهم العذر.

ثم أسكب عبرة الأسى على ما تلقاه أرض القدس الشريف من عسف الاستعمار الغاشم الذي فرق بين الإخوة الذين عاشوا في هناء وصفاء منذ قرون كما لطخ تاريخهم من هذه الفعلة بكل نقيصة مخزية ومردية، ولطخ تلك الرحاب المقدسة بالدماء البربئة، فبلسانكم ولسان الجزائر كلها من الأجنة في بطون الأمهات إلى الذين في الأجداث أرفع الشكوى إلى الله ثم الاحتجاج إلى كل من فيهم إنسانية من جميع الأمم (١).

عبد الحميد بن باديس


(١) ش: ج ٨، م ١٢، ص ٣٥٢ - ٣٥٨ غرة شعبان ١٣٥٥ه - نوفمبر ١٩٣٦م.

<<  <  ج: ص:  >  >>