أودِّع الأمة التونسية الكريمة شاكراً لها ولصحافتها الراقية ما أبدته نحوي من عواطف الود الأخوي الذي فاق كل تقدير. وأن الذي يسرني- حقا- من ذلك هو أنه كان موجها في الحقيقة نحو المبدأ الذي دعوت إليه في خطبي وهو الاحتفاظ بالذاتية العربية الإسلامية في الشمال الإفريقي كله والإعلان بوحدة أقطاره الأربع- طرابلس وتونس والجزائر ومراكش- في الحاضر والمستقبل مثلما هي ثابتة في الماضي. وأفضل الود والإكرام ما كان للمبادئ الخالدة وجاءت فيه الأشخاص الفانية على التبع، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته (١).
عبدالحميد بن باديس
وأرسلت إلى (البتي ماتان):
سيدي مدير (البتي ماتان) المحترم
تحية وتقدير،
سيدي- أنا كمسلم أدين بالأخوة الإنسانية واحترامها في جميع أجناسها وأديانها، وأسعى للتقريب بين جميع عناصرها، وأجاهد فيما هو السبيل الوحيد لتحصيل ذلك وهو العدل والتناصف والاحترام. فكل ما تفضلتم به في جريدتكم من ذكري فهو موجه إلى هذا المبدأ
(١) ش: ج ٥، م ١٣، ص ٢٣٨ غرة جمادى الأولى ١٣٥٦هـ - ١٠ جويلية ١٩٣٧م.