لقد بلغ السيد رشيد من الفقه الديني، والتمكن من علوم الكتاب والسنة والخبرة بأحوال الزمان منزلة ما نخال أنها تتاح لأحد من بعده إلا في دهر طويل، لأن الأسباب التي يسرت له لا نراها اليوم مجتمعة في مكان غير أن هذا لا يمنعنا من الاعتبار بحياته والأسباب التي أتيحت له لنأخذ بها ونحث على الأخذ بها وهذه أهم النواحي التي كان لها ذلك الأثر في مقامه العظيم.
[البيئة المنزلية]
البيت هو المدرسة الأولى والمصنع الأصلي لتكوين الرجال. وتدين الأم هو أساس حفظ الدين والخلق. والضعف الذي نجده من ناحيتهما في رجالنا معظمه نشأ من عدم التربية الإسلامية في البيوت بسبب جهل الأمهات وقلة تدينهن، والسيد رشيد كانت متانة خلقه وقوة دينه من أثر أمه التي كانت- كما قال هو- على جانب عظيم من الدين مع العلم الكافي لمثلها، ولبيئة بيته، فإذا أردنا أن نكون رجالاً فعلينا أن نكون أمهات دينيات ولا سبيل لذلك إلا بتعليم البنات تعليماً دينياً وتربيتهن تربية إسلامية وإذا تركناهن على ما هن عليه من الجهل بالدين فمحال أن نرجو منهن أن يكون لنا عظماء الرجال. وشر من تركهن جاهلات بالدين إلقاؤهن حيث يربين تربية تنفرهن من الدين أو تحقره