للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسلبه (١) لمعاذ بن عمرو بن الجموح، وهما معاذ بن عفراء ومعاذ بن عمرو بن الجموح".

[بيان وإيضاح]

شابان ملأ الإيمان قلوبهما، وعظمت على النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- غيرتهما، واشتد على مؤذيه حنقهما فهانت عليهما في سبيل الانتصار له والانتقام من عدوه الظالم نفوسهما، وكل واحد منهما يريد أن يفوز بهذا المقام من إرضاء الله ورسوله فيسأل الرجل الكهل الواقف ينهما ويكتم سؤاله عن صاحبه ويقسم أنه لو رأى عدو الله أبا جهل لما فارقه حتى يقتل أحدهما صاحبه. فيقف هذا الرجل الكهل الذي كان استصغرهما واستضعفهما وود لو كان بين رجلين أقوى منهما- متعجباً آمن أمرهما وما ظهر له من قوة قلبهما وتواردهما في السؤال على غاية واحدة لا يبالي كل واحد منهما في سبيلها بالموت الزؤام. وأراد الله أن يبلغهما تلك الغاية وأن يرى ذلك السيد الكهل تصديق فعلهما لقولهما فرأى أبا جهل يتنقل في الناس فأراهما إياه إراءة واحدة فانقضا عليه كبازيين على الفريسة فأغمدا فيه سيفيهما وشفيا- في الله- منه غيظهما وجاءا النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- يخبرانه بقتل رأس الكفر وأعظم الأعداء وأشدهم أذى يدخلان الفرح عليه ويبتغيان مرضاة الله ورسوله، وكل واحد منهما يرى أنه قد قتله لما علم من أثر سيفه فيه وصدق رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- دعوى كل واحد منهما لما رأى من أثر دم عدو الله على سيفيهما وأعطى السلب أحدهما ولم يكن السلب قصدهما فخص- باختياره- من شاء منهما فذهبا طيبة بما صنعا نفوسهما راضية برضى الله ورسوله عنهما.


(١) ما عليه من ثياب وسلاح.

<<  <  ج: ص:  >  >>