للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعماله بميزان الشرع الدقيق خصوصا ما تشتد رغبته فيه ويعظم حسنه في عينه.

الآية الحادية عشر وهي: ٣٥ من النمل (٢٧): {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ}.

[الألفظ والتراكيب]

ألا يسجدوا: عدم سجودهم، فاِنْ مصدرية، ولا نافية، وهو بدل بعض من أعمالهم، خصص بالذكر لانه أصل كفرهم ومبعث فساد أعمالهم. الخبء: الشيء المخبوء، فعل بمعنى مفعول، يقال خبأت الشيء أخبؤه خبأً بمعنى سترته عن العيون، فالخبء يشمل كل ما احتوته السموات والأرض مما يبرزه الله للخلق لمنفعتهم فتشاهده العيون مثل المطر والنبات، أو تدركه العقول مثل بدائع الخلق ودقائق الصنع، ومنه ما يكشفه الله لعلماء الأكوان من أسرار الخلقة عندما يستعملون عقولهم ووسائلهم العلمية فيأتون بما فيه نفع للعباد ورقي للعمران. ما يخفون: ما يكتمون في أنفسهم أو عن غيرهم. وما يعلنون: يظهرون للناس.

[المعنى]

زين لهم الشيطان من أعمالهم على الخصوص عدم سجودهم لله الذي أقام عليهم الحجة بما يخرجه لهم من الخيرات المخبئات من السموات والأرض من أمطار السماء ونبات الأرض مما يدل على عظيم قدرته ولطف علمه الذي أحاط بما (١) ببواطن الأشياء وظواهرها وبما


(١) كذا في لاصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>