كان أبو ذر بالشام وكان معاوية أميرا بها لعثمان وكان أبو ذر يتكلم في المجامع ينكر على معاوية أن يقول مال الله يتهمه بأنه يريد أن يمحو عنه اسم المسلمين ليحتجنه دونهم ويندد بالأغنياء أن يقتنوا الأموال وحدثت بسبب ذلك فتنة من الفقراء على الأغنياء وأعضل الأمر على معاوية فكتب إلى عثمان يخبره بالحال، ويشكو إليه أبا ذر، فكتب إليه عثمان أن أبعث أبا ذر، ووصاه بتزويده والرفق به، فلما دخل على عثمان قال له: يا أبا ذر، ما لأهل الشام يشكون ذَربَك (حدة لسانك)؟ فصارحه بما كان ينكر عليهم وعلى معاوية فقال له عثمان:"يا أبا ذر علي أن أقضي ما علي، وآخر ما على الرعية، ولا أجبرهم على الزهد وأن أدعوهم إلى الاجتهاد والاقتصاد".
[فقه عثمان]
في أسفار التاريخ كلمات كبيرة كثيرة لرجال سلفنا من الخلفاء والأمراء والقواد تدل على عظيم فقه في الدين وكبير علم بسياسة الأمة وتدبير شؤونها مما يجمع بين تفقيه الدين وتعليم للحكم والتبدير. منها كلمة عثمان هذه لأبي ذر فقد بينت ما على الأمير في نفسه وما عليه في رعيته وأنه لا يجوز حمل الرعية وجبرها على ما لم