للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو ذر الغفاري

- رضي الله عنه -

ــ

-٦ -

[خروجه إلى الربذة]

أدرك أبو ذر بعد قدومه على عثمان أنه لا يستطيع مخالطة الناس فاستأذن عثمان في الخروج إلى الربذة فأذن له أو أن عثمان قال له: "أو اعتزلت" عرض عليه ما رآه أصلح له فاختار الربذة وعلى كلتا الروايتين لم يأمره عثمان بالخروج حتى يقال فيه أنه قد نفاه كما يقوله المتجنون على عثمان رضي الله عنه.

خرج أبو ذر الربذة (١) فخط بها مسجدا واقطعه عثمان صرمة من الإبل وأعطاه مملوكين أرسل إليه أن تعاهد المدينة حتى لا ترتد أعرابيا. وقد نهوا عن التعرب بعد الهجرة لما في التبدي والانقطاع عن الجماعة عن الجماعة ومشاهد العلم والدين من الجفوة.

[تحذير]

قد ابتلى عثمان بأنواع من البلايا منها ما ينقمه عليه قوم بالباطل فمن ذلك نقمتهم عليه نفيه أبا ذر وقد رأيت فيها ذكرنا أنه لم ينفه. ثم هبه نفاه بالنظر المصلحي كان ماذا؟ (٢) فقد روي أن عمر - رضي الله عنه - سجن ابن مسعود في نفر من الصحابة سنة بالمدينة حتى استشهد فأطلقهم عثمان وكان سجنهم لأن القوم أكثروا الحديث عن الرسول الله


(١) الطبري ج ٥ ص ٦٦.
(٢) العواصم ج ٢ ص ١٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>