للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدوام عليه. وها نحن قد بلغ الحال بنا إلى ما بلغ إليه من الجهل بحقائق الدين والجمود في فهمه والإعراض عن العمل به والفتور في العمل.

فحق على أهل الدعوة إلى الله- وخصوصاً المعلمين- أن يقاوموا ما بيَّنا من جهل وجمود وإعراض وفتور بالتزام البيان للحقائق العلمية بأدلتها والعقائد ببراهينها والأخلاق بمحاسنها والأعمال بمصالحها. وقد وجد الأخذ بهذه الأساليب القرآنية والحمد لله - وأخذ أثرها- بفضل الله- يظهر في الناس بقدر الأخذ بها، ويوشك أن تتجدد بذلك في المسلمين حياة إن شاء الله.

[الموعظة الحسنة]

الوعظ والموعظة الكلام المليِّن للقلب، بما فيه من ترغيب وترهيب، فيحمل السامع إذا اتعظ وقبل الوعظ وأثر فيه على فعل ما أمر به وترك ما نهي عنه. وقد يطلق على نفس الأمر والنهي.

[الإستدلال]

ففي حديث العرباض الذي رواه الترمذي وغيره: وعظنا - رسول الله صلى الله عليه وسلم - موعظة وجلت- خافت- منها القلوب وذرفت- سالت- منها العيون. فقد خطب فيهم خطبة كان لها هذا الأثر في قلوبهم فهذه حقيقة الموعظة، وقال تعالى: {لَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ} (١). أي يؤمرون به، وقال تعالى:

{يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا} (٢).


(١) ١٦٥/ النساء.
(٢) ١٧/ ٢٤ النور.

<<  <  ج: ص:  >  >>