للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنما هي صنع معامل شيطانية تقدمها لمن يرضى لنفسه باستعمالها فيستعملها فيكون عليه غرمها ولها هي غنمها.

أخبرنا نائب عمالي ذو شخصية، أن الدكتور عقد اجتماعا لجمعية النواب قبيل الاعتقال وأظهر من حنقه على الجمعية وعزمه على البطش بها ما أفزع ذلك النائب وتركه ليالي مهتما بما سيكون من الدكتور ضد الجمعية. وسألنا غيره ممن حضر ذلك الاجتماع فحققه لنا. وأخبرني بعض الرفاق في الوفد من النواب لما قدمت باريس بعيد قدوم الدكتور أنه قدم ممتلئا غيظا على الجمعية. وفي طريق قدمته تلك فعل فعلته في "مارساي ماتان".

فالدكتور وجد من تلك التصريحات المحصلة لغرض غيره ما يحصل غرض نفسه فطعن بها الجمعية في نكبتها وأحرج أوقاتها طعنة حسبها هي القاضية عليها. فأنى له بعد هذا كله أن يكذب وكيف ينتظر منه أن يكذب؟؟ ولو أن هذه الطعنة لم تكن لها هذه الملابسات من قيمة فاعلها المباشر، ومدبرها المصاول، ووقتها المتخير، لما التفتنا إليها ولا ألزمنا بتكذيبها مثل ما ألزمناه.

[آلة في يد الظلم]

لقد اتخذت لمحاربة هذه الجمعية آلاف ... فأسست لأجلها الجمعيات والصحف، واستخدم نواب من ذلك الطراز المعلوم فدسوا الدسائس، وخطبوا في المجالس، وباء الجميع بالفشل والخسران المبين. ولقد قوومت هذه الجمعية بأنواع المقاومة وسوومت للتحول عن خطتها أو التساهل فيها بوجوه المساومة حتى سوومت بنصرها وتأييدها وتقديم رجالها وإجابة مطالبها على أن تتخلى عن النواب الأحرار وتنفض يدها منهم، فكانت إزاء ذلك كله الجبل الأصم الذي

<<  <  ج: ص:  >  >>