حيثما توجهنا إلى ناحية من نواحي التاريخ وجدنا هذا المغرب العربي- طرابلس، تونس، الجزائر، مراكش - يرتبط بروابط متينة روحية ومادية تتجلى بها وحدته للعيان. ولسنا نريد هنا أن نتحدث عن التاريخ القديم وإنما نريد أن نعرض صفحة من التاريخ الحديث الجاري.
مضت حقبة من الدهر كاد فيها الشرق العربي أن ينسى هذا المغرب العربي وإلى عهد قريب كانت صحافة الشرق- غالبا- لا تذكره إلا كما تذكر قطعة من أواسط أفريقية ومجاهلها، بل في هذه الأيام يغمط حقه ويتجاهل وجوده في كتب لها قيمتها كـ"ضحى الإسلام" وغيره. ولكن هذا المغرب العربي- رغم التجاهل والتناسي من إخوانه المشارقة- كان يبعث من أبنائه من رجال السيف والقلم من يذكرون به، ويشيدون باسمه، ويلفتون نظر إخوانه المشارقة إلى ما فيه من معادن للعلم والفضيلة، ومنابت للعز والرجولة، ومعاقل للعروبة والإسلام، ناهيك بالأمير عبد القادر المجاهد الجزائري وأبنائه الذين شاركوا في مشانق جمال وثورة الغوطة وبحفيده الأمير خالد زعيم الجزائر الذي مات بمنفاه بالشام- وبسليمان باشا الباروني الطرابلسي والشيخ السنوسي الطرابلسي الجزائري الأصل وبالشيخ طاهر الجزائري الأصل وبالشيخ عبد العزيز الثعالبي زعيم تونس الجزائري الأصل والشيخ الخضر حسين التونسي الجزائري الأصل