الدعوة وعوارضها، ثبتت الجمعية ثبوت الجبال، وتتسع دائرتها في كل يوم، ويكيد أعداؤها لها ليصرفوا عنها، فيزداد التمسك بها ويكثر الالتفاف حولها، إن هذا أيها الأخوة لدليل عملي على نجاح دعوتها الصادقة ودنوها من غايتها الشريفة الواضحة ومتى كانت جمعية تلقى ما لقيته هذه الجمعية وتبقى بقاء هذه الجمعية لولا عقائد صحت، وأخلاق متنت وأفكار استنارت فأثمرت كلها العمل الصالح والصبر والثبات وكان اجتماعكم هذا في ختام هذه السنة وعلى أثر مرير حوادثها وشنيع كوارثها عنوان ذلك كله في الأمة ومبين مقدار ما جنت الجمعية من ثمار غايتها ودعوتها وأنه- والحمد لله- لكثير في هذا الزمن الصعب القصير فلنسر ولنرج من الله المزيد.
[الجمعية وأنواع من يتصل بها]
تتصل الجمعية بنواح عدة مما يقضي به عملها ويستدعيه مركزها وتقتضيه سنن الاجتماع، فتسير مع كل ناحية بما تقتضيه خطة الجمعية وما يناسب غايتها ودعوتها، وسنذكر مواقف الجمعية مع كل ناحية منها ليكون كل أحدعلى علم بها.
[الجمعية والأمة]
إذا كانت الجمعية بلغت- بتوفيق الله- إلى شيء من غايتها فذلك لأنها أتت هداية الأمة من بابها فخاطبتها بلسانها وقادتها بدينها الذي هو زمام روحها والجزء الأعظم الذي تتكون منه، وتحيا به شخصيتها، فعالجتها بالكتاب والسنة، وهدى صالح سلف الأمة حيث يتوجه كل مسلم منشرح الصدر مطمئن النفس، وحيث تنضوي كل المذاهب والفرق فيقل الخلاف أو يخف أو ينعدم، فلو كان في الجزائر جميع مذاهب الإسلام لوسعتهم هذه الجمعية بعلاجها الناجع النافع- بإذن الله- للجميع.