هذا العاجز- كما يعلم الناس كلهم- كان ولا زال من دعاة التوحيد والاتحاد. وكنت ولا زلت أقول في مجالسي ودروسي أن المذاهب الفقهية غير الأربعة المشهورة هي كالأربعة تتفق وتختلف عن نظر واجتهاد. وكان لكلامي هذا- بحمد الله- أثره الطيب المقصود. فلما قرأ الناس في الصحف الدورية خبر منع إخواننا الإباضية إخوانهم المالكية بغرداية من شعيرة الأذان كثر منهم من سألني: ماذا تقول؟ وأين ما كنت تقول؟ كأن من يدعو إلى الاتحاد مسؤول عما يأتيه من يدعو ويفعل ما يدعو إلى التفريق!
لا، أنا لست مسؤولاً عن هذا- وإن كنت أعظمَ متألمٍ منه- بل المسؤول عنه هم أولئك الإخوان المتنوِّرون الذين أعرفهم هنا وهنالك من أهل وادي ميزاب.
فإليهم يتوجه الرجاء في حسم هاته المسألة بالحق والنصفة بين أولئك الإخوان المتنازعين- ذاكرين قوله تعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}(١).
(١) ش: ج ٥، م ٦ غرة محرم ١٣٤٩هـ جوان ١٩٣٠م، ص ٣١٧ - ٣١٦.