للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه، فبين تعالى أن ما تضمنته الآيات المتقدمة كله حكمة، فالمتحقق بما فيها من علم والمتحلي بما حثت عليه من أعمال هو الحكيم الذي كمل من وجهته العلمية وجهته العملية وتلك أعلى رتب الكمال للإنسان.

وفي ذكرانها بعض من كل تنبيه على جلالة كلها، وهو عموم ما أوحى الله تعالى إلى نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - وتنبيه أيضاً على أن شرح هذه الأصول فيما أفادته من علم وعمل، والتفقه فيها يرجع فيه إلى الوحي ويعتمد في ذلك على بيانه، وفيه بيان أن الوحي هو المرجع الوحيد لبيان دين الله تعالى وشرعه وما أنزله لعباده من الحكمة، وذلك الوحي هو القرآن العظيم وسنة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي أرسل ليبين للناس ما نزل إليهم.

[ختام الآيات]

{وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا}.

[المناسبة]

لما كانت هذه الآيات في أصول الهداية وأساس الهداية، وشرطها هو التوحيد ختمت الآيات بالنهي عن الشرك كما بدأت به.

[المفردات والتراكيب]

الإلقاء هو الطرح، والملوم هو الذي يقال له لم فعلت القبيح وما حملك عليه ونحو هذا. والمدحور المبعد، وانتصبا على الحال.

[التفسير]

نهى تعالى عن الشرك وأن يعبد معه سواه، فالعبادة بالقلب واللسان والجوارح لا تكون إلا له. وكما حذر في فاتحة

<<  <  ج: ص:  >  >>